للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُوفي في جُمادى الأولى.

٩٨ - محمد بن علي بن فارس بن علي، أبو الغنائم ابن المعلّم الواسطي، الهُرثي، الشّاعر المشهور. والهُرث: من قرى واسط.

وُلِد سنة إحدى وخمسمائة. وانتهت إليه رياسة الشِّعر في زمانه. وطال عُمره حتّى صار شيخ الشّعراء في وقته وسار شِعره، واشتهر ذكره، وقد أكثر القولَ في المديح والغَزَل.

قال ابن الدُّبيثي: سمعت عليه أكثر شِعره بواسط، وبالهُرث، فأنشدنا لنفسه:

يا مُبيحَ القتل في دين الهَوَى أنتَ مِن قَتلي في أوسَعِ حِلِّ اغضُضِ الطَّرف فنيران الهوَى لَم تدع لي كَبدًا تُرمى بِنَبلِ هَبكَ أغليتَ وصالي ضِنَّةً منكَ بالحُسنِ فلِم أرخَصتَ قَتلي؟ فلَحُبيّ لكَ أحببتُ الضَّنَا لست بالطّالبِ بُرئِي يا مُعِلّي وله:

يا نازلينَ الحِمَى رِفقًا بقَلبِ فتًى إن صاحَ بالبَينِ داعٍ فهو مُضمِرُه مقسمًا حذر الواشي يغيبُ به عنه وأم الهَوَى العُذريّ يُحضِره كم تستريحون عن صُبحي وأتعِبه وكم تَّنَامُون عن ليلي وأُسهِرُه لا تحسبوا البُعد عن عَهدِ يغيّرني غيري ملازمةُ البلوى تغيّرُه فما ذكرتكمُ إلاّ وهِمتُ جوّى وآفةُ المُبتلى فيكم تَذَكُّرُه وتستلذّ الصّبا نفسي، وقد علمت أن لا تمرّ بصافٍ لا تكدّرُه سلا بوجديَ عن قيسٍ مُلوَّحُه وعن جميلٍ بما ألقاه مَعمَرُه يزداد في مسمعي تكرارُ ذِكركُم طِيبًا ويحسُنُ في عيني مكرَّرُه وله مما سمعه منه أبو الحسن ابن القَطِيعيّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>