للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مصنّفه السّراج الأرموي. وكان إماماً، كثير الفضائل.

توفي بالصالحية وصُلّي عليه بجامع العقيبة. وحُمل إلى مسجد فلوس فدفن بتربة البرهان الموصلي، إلى جانب صاحبه الشيخ مجد الدين محمود الكردي، وبينهما خمسة أيام. ماتا في شوال.

٥٥٩ - إسماعيل ابن عز القضاة علي بن محمد بن عبد الواحد بن أبي النمر، الشيخ الزاهد، العابد، العالم، فخر الدين، أبو الفداء الدمشقي.

كان كاتباً، أديباً، شاعراً، خدم في الجهات، وتزهَّد بعد ذلك، ولد سنة ثلاثين وستمائة، ودخل في جملة الشعراء على الملك الناصر بدمشق، فلمّا انجفل الناس نوبة هولاوو إلى مصر. دخلها وترك الخدمة وتزهّد، وأقبل على شأنه ولزم العبادة، فاجتمع بالشيخ محيي الدين ابن سُراقة فقال له: إن أردت هذا المعنى فعليك بتصانيف محيي الدين ابن العربي. فلما رجح إلى دمشق انقطع ولزم العبادة، وأقبل على كتب ابن العربي فنسخها وتلذذ بها. وكان يلازم زيارة قبره ويبالغ في تعظيمه. والظنّ به أنه لم يقف على حقيقة مذهبه، بل كان ينتفع بظاهر كلامه ويقف عن متشابهه؛ لأنه لم يحفظ عنه ما يُشينه في دينه من قولٍ ولا فعلٍ، بل كان عبداً قانتاً لله، صاحب أوراد وتهجُّد وخوف واتباع للأثر، وصدق في الطلب وتعظيم لحرمات الله. لم يدخل في تخبيطات ابن العربي ولا دعا إليها. وكان عليه نور الإسلام وضوء السنة. رضي الله عنه.

وكان ساكناً بالعزيزية، حافظاً لوقته، كثير الحياء والتواضع والسكينة، كتب الكثير بخطه، وكان شيخنا ابن تيمية يعظمه ويبالغ، حتى وقف له على أبيات أولها:

وحياتكم ما إن أرى لكم سوى إذ أنتم عين الجوارح والقوى فتألم له وقال: هذا الشعر عين الاتحاد.

قلت: إنما إراد أن ينظم قوله: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. . . . الحديث، فقال: سياق الحديث يدل على بطلان هذا. وهو قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>