قال عبد الحميد بن بكار: سمعت ابن أبي العشرين يقول: سمعت أمير الساحل يقول - وقد دفنا الأوزاعي -: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت، قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجد موته في ذلك اليوم.
قال أحمد بن عيسى المصري: حدثني خيران بن العلاء، وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قال: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عليه، وذهب ثم جاء فوجده ميتا مستقبل القبلة.
وقال أبو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي، وأن زوجته أغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: قلت لعيسى بن يونس: أيما أفضل الأوزاعي أو الثوري؟ فقال لي: وأين أنت من سفيان؟ قلت: ذهبت به العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئا؟! سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأيمان البيعة، قال: فلما عقلت أمري سألت مكحولا، ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مكره، قال: فلم تقر نفسي حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني، فأخبرني: أسفيان كان يفعل ذلك؟ سمعها الحاكم من أبي علي الحافظ قال: أخبرنا مكحول ببيروت، قال: حدثنا أبو فروة.
العباس بن الوليد بن مزيد: حدثنا أبو عبد الله بن فلان، قال: سمعت الأوزاعي يقول: نترك من قول أهل العراق خمسا، ومن قول أهل الحجاز خمسا، فمن قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل عند الفجر في رمضان، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي،