وكان إماماً، محدثاً، فقيهاً، أديباً، شاعراً، ديِّناً، صالحاً، وافر الحرمة، وله مكانة عند صاحب الموصل لؤلؤ لجلالته وفضله، روى عنه الأبرقوهي في معجمه، وروى عنه الدّمياطيّ وغيره، ومات في ثاني عشر ربيع الآخر.
وقرأت بخط سيف الدّين ابن المجد في ذكر عبد الرازق الرسعني قال: حفظ المقنع، وسمع بدمشق سنة خمس، وسنة ست، وسبع من الكندي، والخضر بن كامل، وابن الحرستاني، وابن الجلاجلي، وابن قدامة، وببغداد من الداهري، وعمر بن كرم.
١٦ - عبد الرحمن بن سالم بن يحيى بن خميس بن يحيى بن هبة الله، الإمام المفتي جمال الدّين أبو محمد الأنصاري الأنباري الأصل البغدادي ثم الدّمشقيّ الفقيه الحنبليّ.
سمع من: التاج الكندي، وابن الحرستاني، وابن ملاعب، وبحران من الحافظ عبد القادر، وتفقه على الشيخ الموفَّق ونسخ بخطه كثيراً من كتب العلم، وكان صحيح النقل، جيد الشعر، ديِّناً، صالحاً.
كتب عنه عمر بن الحاجب، والقدماء. وروى عنه: ابن الخلال، والدّمياطيّ، والشيخ تاج الدّين عبد الرحمن، وأخوه الخطيب شرف الدّين، وابن الخباز، والبرهان الذهبي، وآخرون. ومات في سلخ ربيع الآخر، ودفن بسفح قاسيون، وكان يسكن بالجامع، بالمنارة الغربية.
قال أبو شامة: كان يصلي الصبح إماماً بالمتأخرين، فيطيل إطالة مفرطةً خارجةً عن المعتاد بكثير، إلى أن تكاد الشمس تطلع ولا يترك ذلك.
قلت: سمع البرهان والكمال ابن النخاس منه جميع كتاب الأربعين للرهاوي، بقراءة شرف الدّين.
١٧ - عبد الرحمن بن محمد ابن الحافظ الكبير عبد الغني بن عبد الواحد، الإمام المحدث عز الدّين ابن العز، أخو التقيّ ابن العز، المقدسيّ الحنبليّ.
ولد سنة تسع وتسعين، أو سنة ستمائة، وسمع حضوراً من عمر بن