ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، فأكثر عنه، ورجع إلى طليطلة، فأكثر عنه أهلها، ورحل الناس إليه من البلدان.
وكان زاهدا عابدا متبتلا، عالما عاملا سنيا، يقال: إنّه كان مجاب الدعوة. وكان الأغلب عليه الرواية والأثر، والعمل بالحديث. وكان ثقة متحرّيا، قد التزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، صنف في ذلك كتابا. وكان مهيبا مطاعا محبوبا، لا يختلف اثنان في فضله، وكان يتولّى عمل عنب كرمه بنفسه، ولم ير بطليطلة أكثر جمعا من جنازته.
١٣٦ - عبد الرحيم ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، أبو الحسين.
توفي بطريق إيذج بين العيدين، أظنه كان يتعانى التجارة، وسمع من أبيه.
١٣٧ - عبيد الله بن هارون بن محمد، أبو القاسم القطان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر.
سمع من عبد الغفار الحضيني، وأبا بكر المفيد، وجماعة. روى عنه محمد بن عليّ بن أبي الصقر الواسطيّ.
قال خميس الحوزي: مات سنة أربع وعشرين.
١٣٨ - عصم بن محمد بن عصم بن العبّاس أبو منصور العصمي، رئيس هراة.
روى عن أبي عمرو الجوهري، وغيره. روى عنه محمد بن عليّ العميري.
١٣٩ - عليّ بن طلحة، العلامة أبو القاسم بن كردان الواسطي النحوي.
صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما كتاب سيبويه.
وأهل واسط يتغالون في ابن كردان ويفضلونه على ابن جني، صنف كتابا