للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٠٨ - محمد بن أحمد بن خلَف بن إبراهيم بن لب، أبو عبد الله ابن الحاج التُّجيبيُّ القُرطبيُّ، قاضي الجماعة بقرطبة.

تفقه على أبي جعفر أحمد بن رزق الله، وأخذ الآداب عن أبي مروان عبد الملك بن سِرَاج وأكثر الرواية عن أبي عليّ الغسَّاني، وسمع أيضًا من محمد بن فرج، وخلف بن مُدير، وخازم بن محمد، وأبي الحسن العبسي وأبي الحسن ابن الخشَّاب البغدادي.

قال ابن بشكوال (١): كان من جلَّة العلماء وكبارهم، معدودًا في المحدِّثين والأدباء، بصيرًا بالفتوى، رأسًا في الشُّورى، كانت الفتوى في وقته تدور عليه لمعرفته وثقته ودينه، وكان معتنيًا بالحديث والآثار جامعًا لها مقيِّدًا لما أُشْكِلَ من معانيها، ضابطًا لأسماء رجالها ورواتها، ذاكرًا للغريب والأنساب واللُّغة والإعراب عالمًا بمعاني الشِّعر والأخبار. قيَّد العلم عمره كله وما أعلم أحدًا في وقته عُنِيَ بالعلم كعنايته. قرأت عليه وسمعت منه، وكان له مجلس بجامع قرطبة يُسْمِع النَّاس فيه. وتقلَّد القضاء مرَّتين. وكان في ذاته، ليِّنًا، صابرًا، طاهرًا، حليمًا، متواضعًا، لم يحفظ له جور في قضية ولا ميل بهوادة، ولا إصغاء إلى عناية. وكان كثير الخُشُوع والذِّكر لله، ولم يزل يتولى القضاء إلى أن قُتِل ظُلْمًا بجامع قرطبة يوم الجمعة وهو ساجد في الرَّكعة الأولى لأربع بقين من صفر، وصلَّى عليه ابنه أبو القاسم، ودُفِنَ بمقبرة أم سلمة، ووُلِدَ في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

قلت: روى عنه خلق كثير منهم أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن عميرة، وأحمد بن يوسف بن رُشد الورَّاق، وابنه أبو القاسم محمد ابن الحاج، وعبد الله بن مغيث بن يونس بن محمد القُّرطبي قاضي الجماعة، وعبد الله بن خلف الفهري الإشبيلي، وأبو بكر عبد الله بن طَلْحة المحاربي، وأبو الحسن عليّ بن عبد الله ابن النِّعمة البلنسي.

٣٠٩ - محمد بن أحمد بن عليّ بن عبد الواحد البغداديُّ الدَّلاَّل، أبو الفضل، المعروف بابن الأشقر.

روى عن أبي جعفر ابن المُسْلِمَة، وعبد الصَّمَّد ابن المأمون، وأبي


(١) الصلة (١٢٧٨).