ابن أحمد بن جُمهور، وعبد الله بن أحمد بن علوش نزيل مراكُش، وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله السُهَيلي، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري، وعبد المنعم بن يحيى بن الخلوف الغرناطي، وعلي بن صالح بن عز الناس الداني، وعليّ بن أحمد الزهري قاضي إشبيلية، وعلي بن أحمد بن لبال الشريشي، ويحيى بن عبد الرحمن المجريطي، وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وست مائة أبو الحسن علي بن أحمد الشَّقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، وروى عنه خلق سوى هؤلاء.
وكان أحد من بلغ رتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعلوّ الإسناد، وقد وجدتُ بخطي أنه توفي سنة ستٍ وأربعين، فما أدري من أين نقلته، ثم وجدت وفاته في سنة ست في تاريخ ابن النجار، نقله عن ابن بشكوال، والأول الصحيح إن شاء الله.
وذكر ابن النجار أنه سمع أيضًا من: محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي بمصر، ومن أبي الحسن علي بن الحسن القاضي الخلعي، وبالقدس من مكي الرُميلي، وقرأ كتب الأدب ببغداد على أبي زكريا التبريزي، وقرأ الفقه والأصلين على الغزالي، وأبي بكر الشاشي، وحصّل الكتب والأصول، وحدّث ببغداد على سبيل المذاكرة، فروى عنه: أبو منصور ابن الصباغ، وعبد الخالق اليوسفي، وروى الكثير ببلده، وصنّف مصنفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، وعلوم القرآن، والأدب، والنحو، والتواريخ، واتسع حاله، وكثُر إفضاله، ومدحه الشعراء، وعمل على إشبيلية سورًا من ماله، وولي قضاءها، وكان من الأئمة المقتدى بهم.
وقد ذكره اليَسَع بن حزم، وبالغ في تعظيمه، وقال: ولي القضاء فمُحِن، وجرى في أغراض الإمارة فلحن، وأصبح يتحرك بآثاره الألسنة، ويأبى بما أجراه القدرُ عليه النوم والسنة، وما أراد إلا خيرًا، نصب الشيطان عليه شباكه، وسكّن الإدبار حِراكه، فأبداه للناس صورة تذم، وسورة تُتلى، لكونه تعلَّق بأذيال المُلك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحزبهم، بل داهن، ثم انتقال إلى قرطبة مكرَّمًا، حتى حُوِّل إلى العدوة، فقضى نحبه.