للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجاز للضياء في سنة أربع وسبعين، وأدركه الحافظ عبد الغنيّ.

٣٦٨ - سالم بن عبد السلام بن علوان، أبو المُرجّى البوازيجي، الصوفي.

صحب أبا النّجيب السّهروَرديّ ولازمه، وسمع معه من زاهر الشّحّامي، وغيره، وعنه يوسف بن محمد الواعظ، وعمر بن محمد المقرئ، وشهاب الدين السهرورديّ، وغيرهم.

وتوفّي قبل الثمانين وخمس مائة؛ قاله ابن الدّبيثي.

٣٦٩ - سلامة الصيّاد المَنبِجيّ، الزاهد، رفيق الشيخ عديّ.

قال الحافظ عبد القادر الرُّهاوي: وكانا جميعًا من تلاميذ الشيخ عقيل المنبجيّ الزاهد، ساح ولقي المشايخ، ورأى منهم الكرامات، وأقام بالموصل مدّة في زمن بني الشهرزوريّ حين كان لا يقدر أحدٌ أن يتظاهر بالموصل بالحنبلية ولا السنّة. فأقام يُظهر السنة ويُحاجّ عنها. ثم رجع إلى منبج، فأقام بها إلى أن مات، وكان يتعيّش في المقاثي وعمل الحصر، وينتفق من ذلك. دخلت عليه بمنبج في داره وهو جالس على حصير يعمله، فترك العمل، وأقبل عليّ يحادثني، فرأيت منه وقارًا وعقلًا وحفظ لسان، وتعرّيًا من الدعاوى، وكان قد لزم بيته، وترك الخروج إلى الجماعة لأنّ أهل منبج كانوا قد صاروا ينتحلون مذهب الأشعريّ، ويبغضون الحنابلة بسبب واعظٍ قدِم يسمّى الدّماغ، فأقام بها مدّة، وحسّن لهم ذلك. وكان البلد خاليًا من أهل العلم، فشربت قلوبهم ذلك.

قال: وسمعت رجلًا يقول للشيخ عسكر النصيبي: أهل منبج قد صاروا يبغضون أهل حران. فقال: لا يبغض أهل حران من فيه خير، وسمعت الشيخ سلامة يقول: لما مضى الدماغ إلى دمشق ومات، جاءنا الخبر فقاموا يصلون عليه، ولم أقم أنا، فقالوا لي: ما تصلي عليه؟ فقلت: لا، قعودي أفضل. وقالوا لي: لم لا تخرج إلى الجماعة؟ فقلت: جماعتكم قد صارت فرقة، وقال لي: عبر الشيخ الزاهد أبو بكر بن إسماعيل الحراني على منبج، ولم يدخل إلي، وبعث يقول: إنه لم يدخل إلي لأجل أهل منبج. وأنا أيش ذنبي، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>