المقدس. منهم طائفة قد عكفوا على قبره، مال إليهم كثير من العامة لاجتهادهم وظلف عيشهم. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وهو قول باللسان مجرد عن عقد القلب، وعمل الأركان، فمن أقر بلسانه بكلمة التوحيد فهو مؤمن حقاً، وإن اعتقد الكفر بقلبه، والتثليث، وأتى كل فاحشة وكبيرة، إلا أنه مقر بلسانه، فهو موحد ولي لله من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم من هذا القول أن المنافقين مؤمنون حقاً.
قلت: كأنه تمسك بظاهر قوله عليه السلام: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.
قال الجورقاني: وطائفة منهم تسمى المهاجرية، يقولون: إن الله جسم لا كالأجسام، وأن الأنبياء تجوز منهم الكبائر إلا الكذب في البلاغ. وقد نفاه صاحب سجستان وهاب قتله لما رآه زاهداً بزي العباد، فقدم نيسابور، وافتتن به خلق كثير من أهلها، فنفاه متولي نيسابور، فخرج معه خلق كثير من أعيان الناس. وامتد على حاله إلى بيت المقدس، فسكن هناك.
وقال المشرف بن مرجى المقدسي: أخبرني أبي، عن أبيه، أن أبا عبد الله بن كرام دخل بيت المقدس، فتكلم، فجاءه غريب بعدما سمع منه أهل الأندلس حديثاً كثيراً، فسأله عن الإيمان، فقال: قول؛ بعد أن أمسك عن جوابه غير مرة. فلما سمعوا ذلك منه خرقوا ما كان كتبوا عنه، ونفي إلى زغر ومات بها، فحمل إلى بيت المقدس.
٤٩٣ - محمد بن كيسان بن يزيد، أبو عبد الله التميمي النيسابوري. ويعرف بأبي عبد الله المحاملي.
سمع: أبا بكر بن عياش، ووكيعاً، والنضر بن شميل، وعبد الرحمن بن مغراء، وهارون بن المغيرة، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وآخرون.
قال الحسين القباني: توفي سنة إحدى وخمسين.
٤٩٤ - د: محمد بن محمد بن خلاد الباهلي، أبو عمر.
عن: معن بن عيسى، ومسدد. روى عنه أبو داود حكاية. وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخليل الحريري.