المكارم هذا من جهة إلدكز، وعبر إلى الجانب الشرقي، كأنه يؤدي رسالة واجتمع بالوزير ابن هبيرة وعاد، فاتهمه محمد شاه ونكبه. ثم عاد إلى جنزة، ومات بعد سنة اثنتين وخمسين وهو في الكهولة.
قال العماد في الخريدة: أنشدني لنفسه:
أمالك رقي ما لك اليوم رقة على صبوتي والحين من تبعاتها سألت حياتي إذ سألتك قبلة لي الربح فيها خذ حياتي وهاتها
٣٨١ - إسماعيل بن علي بن بركات، أبو الفضل الغساني، الدمشقي، المقرئ، ويعرف بابن البجاوي.
من ذرية الإمام يحيى بن يحيى الغساني.
قرأ بالروايات على سبيع بن المسلم. وسمع من الشريف نسيب الدولة، وأبي طاهر الحنائي. وقدم بغداد سنة اثنتين وخمسين، فسمع ولده من أبي الوقت السجزي. ثم مات الولد.
قال ابن النجار: قرأ عليه شيخنا أحمد بن عبد الملك بن باتانة، وعبد الوهاب بن بزغش وأقرأ عنه. وكان عالمًا بالقراءات ووجوهها، صدوقًا، موثقًا.
٣٨٢ - أوحد الزمان الطبيب، واسمه هبة الله بن علي بن ملكا، أبو البركات البلدي.
وولد ببلد وسكن بغداد، وكان يهوديًا فأسلم في أواخر عمره، وخدم المستنجد بالله.
قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: تصانيفه في غاية الجودة، وكان له اهتمام بالغ في العلوم وفطرة فائقة. وكان مبدأ تعلمه الطب أن أبا الحسن سعيد بن هبة الله كان له تصانيف وتلامذة، ولم يكن يقرئ يهوديًا، وكان أوحد الزمان يشتهي الاجتماع به والتعلم منه، وثقل عليه بكل طريق فما مكنه، فكان يتخادم للبواب ويجلس في الدهليز، بحيث يسمع جميع ما يقرأ على أبي الحسن. فلما كان بعد سنة جرت مسألة وبحثوا فيها، فلم يتجه لهم عنها جوابًا، وبقوا متطلعين إلى حلها، فلما تحقق ذلك منهم أبو البركات، دخل وخدم الشيخ، وقال: يا سيدنا، بإذنك أتكلم في هذه المسألة؟ فقال: قل.