للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها وقعت فتن كبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته، وحاصل الأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر بالله العبيدي، وسرت الرافضة بذلك سرورا زائدا.

وفيها كان القحط شديدا بديار مصر، وشأنه يتجاوز الحد والوصف، وأمر الوباء عظيم بحيث إنه ورد كتاب، فيما قيل، من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار.

وفيها كان القحط العظيم بالأندلس والوباء، ومات الخلق بإشبيلية، بحيث إن المساجد بقيت مغلقة ما لها من يصلي فيها، ويسمى عام الجوع الكبير.

وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمستنصر، وقويت شوكة البساسيري، وجاءت الخلع والتقاليد من مصر لنور الدولة دبيس بن مزيد الأسدي، وهو أمير عرب الفرات، ولقريش، وغيرهما.

وعم الخلق الضرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها.

[سنة تسع وأربعين وأربعمائة]

فيها خلع القائم بأمر الله على السلطان طغرلبك السلجوقي سبع خلع وسوره وطوقه وتوجه، وكتب له عهدا مطلقا بما وراء بابه، واستوسق ملكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان.

وفيها سلم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد فلم يمكن جنده من النزول في دور الناس، ولما شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب، ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكا من الترك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدتهم، إلى غير ذلك من النفائس.

وفيها سلم الأمير معز الدولة ثمال بن صالح بن مرداس حبب إلى نواب المستنصر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها، وذلك في ذي القعدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>