ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبس مدة، ثم لحقه ذرب وشفي إلى أن مات بدار الخلافة. وقد وزر ثلاث مرات لثلاثة من الخلفاء. ومات سنة ثمان وعشرين، وهو صاحب الخط المنسوب.
ثم أقبل بجكم في جيوشه وضعف عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد، ودخلها بجكم في ذي القعدة، فأكرمه الراضي ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وانقضت أيام محمد بن رائق.
وفيها: ورد كتاب من الروم. والكتابة بالذهب، وترجمتها بالعربية بالفضة؛ وهو: من رومانس وقسطنطين وأسطانوس عظماء ملوك الروم، إلى الشريف البهي ضابط سلطان المسلمين. بسم الأب والابن وروح القدس الإله الواحد، الحمد لله ذي الفضل العميم، الرؤوف بعباده، الذي جعل الصلح أفضل الفضائل، إذ هو محمود العاقبة في السماء والأرض. ولما بلغنا ما رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء، حمدنا الله. . . وذكر كلاماً يتضمن طلب الهدنة والفداء. وقدموا تقدمة سنية. فكتب إليهم الراضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثوابة، بعد البسملة: من عبد الله أبي العباس الإمام الراضي بالله أمير المؤمنين إلى رومانس وقسطنطين وأسطانوس رؤساء الروم. سلام على من اتبع الهدى وتمسك بالعروة الوثقى وسلك سبيل النجاة، والزلفى. وأجابهم إلى ما طلبوا.
وفيها: قلد الراضي بجكم إمارة بغداد وخراسان. وابن رائق مستتر.
ولم يحج أحد.
وفيها: كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدمستق، ونصر الله الإسلام، وهرب الدمستق. وقتل من النصارى خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه.
[سنة سبع وعشرين وثلاثمائة]
فيها: سافر الراضي وبجكم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان،