فسقط من قامته، فقال عباس عم المهدي: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفيه ففعل، وأمر فضربت عنق الولد.
قال: واتهمه المهدي في نفسه، فقال الربيع: قتلت ابنه فلا ينبغي أن تثق به، فاستوحش المهدي منه.
وفيها استعمل المهدي على القضاء عافية بن يزيد، فكان هو وابن علاثة يحكمان بالرصافة، وكان القاضي بالشرقية عمر بن حبيب العدوي.
وعزل عن الجزيرة الفضل بن صالح العباسي بعم المنصور عبد الصمد بن علي، واستعمل على مصر عيسى بن لقمان، وعلى أذربيجان بسطام بن عمرو التغلبي.
وفيها جعل مع الأمير هارون بن المهدي وزيرا له، وهو يحيى بن خالد بن برمك.
وحج بالناس موسى بن المهدي.
[سنة اثنتين وستين ومائة]
فيها توفي: إبراهيم بن أدهم الزاهد، وإبراهيم بن نشيط المصري في قول، وخالد بن أبي بكر العمري المدني، وداود بن نصير الطائي، وزهير بن محمد التميمي المروزي، وإسرائيل بن يونس بخلف، وعبد الله بن محمد بن أبي يحيى المدني سحبل، ويزيد بن إبراهيم التستري بخلف، ويعقوب بن محمد بن طحلاء المدني، وأبو بكر بن سبرة القاضي، وأبو الأشهب العطاردي، واسمه جعفر.
وفيها كان مقتل عبد السلام بن هاشم اليشكري الذي خرج بحلب، وبالجزيرة، وكثرت جموعه، وهزم الجيوش إلى أن انتدب لحربه شبيب بن واج، فسار في ألف فارس من الأبطال، وأعطوا ألف ألف درهم، ففر منهم اليشكري إلى حلب، فلحقه بها شبيب فقتله.
وفيها أجرى المهدي على المجذومين، وأهل السجون بممالكه ما يكفيهم.
وفيها وصلت الروم إلى الحدث فهدموا سورها، فغزا الناس غزوة لم يسمع بمثلها، سار الحسن بن قحطبة في ثمانين ألف مقاتل سوى المطوعة،