أصحاب طاهر، فشد رجل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله، وحمل أصحاب طاهر حملة صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همذان، ونزل طاهر محاصرا لها، وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم فيقاتل على باب المدينة، وتضرر بهم أهل البلد وجهدوا، فطلب عبد الرحمن من طاهر الأمان، فآمنه ووفى له.
وفيها ظهر بدمشق السفياني أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بالبلد، وكان عامل الأمين، فلم يفلت منه إلا بعد اليأس، فوجه الأمين لحربه الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه، ولكنه وصل إلى الرقة فأقام بها.
وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس، قال: ضبط أبو العميطر دمشق وانضمت إليه اليمانية من كل ناحية، وبايعه أهل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين، واستقام له الأمر، إلا أن قيسا لم تبايعه وهربوا من دمشق.
وجاء عن عبد الله بن طاهر أنه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة: عندك من عظام أبي العميطر شيء؟ قال: هو أقل عندنا من هذا، ولكن هرب إلينا، وخلع نفسه فسترناه.
وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين، وغلب على سائر كور الجبال.
وذكر عبد الله بن صالح أن الأمين لما وجه عبد الرحمن الأبناوي إلى همذان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الخرسي في جيش مددا له، فلما خرج بالأمان هو وأصحابه، أقام يري طاهرا وجنده أنه لهم مسالم راض بعهودهم، ثم اغترهم وهم آمنون فركب في أصحابه، فلم يشعر طاهر وأصحابه بهم إلا وقد هجموا عليهم فوضعوا فيهم السيف، فقاتلوهم وردت عنهم بالأترسة رجالتهم حتى أخذت الفرسان عددها وصدقوهم القتال حتى تقطعت السيوف بين الفريقين.
ثم هرب أصحاب عبد الرحمن فترجل هو وجماعة فقاتل حتى قتل. ووصل المنهزمة إلى عسكر ابني الخرسي، فداخلهم الرعب فولوا منهزمين من غير قتال حتى أتوا بغداد.