للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دهرًا، وانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى. وصنف كتاب ري الظمآن في تفسير القرآن، وهو كبير. وصنف كتاب الإمعان في شرح مصنف النسائي أبي عبد الرحمن بلغ فيه الغاية في الاحتفال والإكثار، وانتفع به الناس، وكثر الراحلون إليه. وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا، وهو خاتمة العلماء بشرق الأندلس. توفي في رمضان إلى رحمة الله تعالى، وهو في عشر الثمانين. قرأ عليه بالروايات: أبو علي الحسن بن محمد ابن فاتح.

٢٦٣ - علي بن عمران بن علي بن معروف، أبو الحسن البكري التيمي الأصبهاني.

كان سالار الحاج، حج مرات. روى عن أبي مطيع، وأبي الفتح الحداد. وعنه أبو المحاسن القرشي، وابنه أبو بكر عبد الله.

ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة. ومات في ذي الحجة.

٢٦٤ - علي بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن فيد، أبو الحسن الفارسي الأصل القرطبي.

روى عن أبي محمد بن عتاب، وأبي الوليد بن طريف، وأبي بحر الأسدي. وحج سنة ثلاثين، فسمع أبا بكر بن عشير الشرواني، وأبا علي بن العرجاء، وأبا المظفر الشيباني.

قال الأبار: ولقي أيضاً: أبا سعيد حيدر بن يحيى، وسلطان بن إبراهيم المقدسي؛ وأكثر عن السلفي. وانصرف إلى قرطبة بفوائد جمة، فسمعوا منه. وكان من أهل العناية الكاملة بالرواية، ثبتًا، عارفًا، موصوفًا بالذكاء والحفظ، متواضعًا. خرج من قرطبة في الفتنة بعد الأربعين وخمسمائة، فنزل كورة ألش، من أعمال مرسية، فولي خطابتها مدة. وكان الناس يقصدونه. حدث عنه ابن بشكوال؛ وأعجب من هذا أن رزين بن معاوية العبدري حدث عنه بسيرة ابن إسحاق، بروايته عن السلفي. وحدث عنه من شيوخنا: أبو الخطاب ابن واجب، وأبو عبد الله التجيبي. استشهد في خروجه من ألش مع عامة أهلها لما خافوا من الأمير سعد بن محمد، وكانوا قد خلعوا دعوته.

قتل في هذه السنة وقد قارب الثمانين.

<<  <  ج: ص:  >  >>