العباس، وكان أديباً عالي الهمة عالماً بالسياسة والتدبير، وكان السفاح يأنس به لحسن مفاكهته، وكان من مياسير الصيارفة بالكوفة، فأنفق أمواله في إقامة دولة بني العباس، وسار بنفسه إلى خراسان في هذا المعنى، وكان أبو مسلم الخراساني تابعاً له، وقد توهموا من أبي سلمة الخلال عند إقامة السفاح ميلاً إلى آل علي رضي الله عنه، فلما بويع السفاح واستوزره بقي في النفوس ما فيها.
ويقال: إن أبا مسلم حسن للسفاح قتله فلم يفعل، وقال: هذا رجل بذل أمواله في إقامة دولتنا، وقد صدرت منه هفوة فنغفرها، فلما رأى أبو مسلم امتناع السفاح جهز من قتل أبا سلمة غيلة فأصبح الناس يقولون: قتلته الخوارج، وكان قتله لأربعة أشهر من خلافة السفاح وما كره السفاح ذلك.
وكان يقال له: وزير آل محمد، وفيه يقول الشاعر:
إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك صار وزيرا وأرى المساءة قد تسر وربما كان السرور بما كرهت جديراً
٥٣ - ت ق: الحكم بن عبد الله النصري.
عن: عبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن، وجماعة. وعنه: ابن عيينة، وخلاد بن مسلم، ومعاوية بن سلمة.
٥٤ - الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، مولى بني أمية.
عن: علي بن الحسين، والقاسم، والزهري. وعنه: الليث، ويحيى بن حمزة، وأيوب بن سويد، وغيرهم.