للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من لم يكن ظاهره مع العوام فضة، ومع المريدين ذهبًا، ومع العارفين درًّا فليس من حكماء الله.

وسمعته يقول: أحسن شيء كلام صحيح من لسان فصيح في وجه صبيح.

وعنه قال: الحسن حسن (١)، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من عمل له.

وعن عبد الواحد بن محمد قال: جاء يحيى بن معاذ إلى شيراز وله شيبة حسنة، وقد لبس دست ثياب سود، فكان أحسن شيء، فصعد المنبر، واجتمع الخلق. فأول ما بدأ به أن قال:

مواعظ الواعظ لن تقبلا … حتى يعيها قلبه أولا

يا قوم من أظلم من واعظ … خالف ما قد قاله في الملا؟

أظهر بين الناس إحسانه … وبارز الرحمن لما خلا

ثم وقع من الكرسي، فلم يتكلم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعد، فكان إذا أراد أن يضحكهم أضحكهم، وإذا أراد أن يبكيهم أبكاهم. وأخذ من البلد سبعة آلاف دينار.

وعن يحيى بن معاذ قال: لا تكن ممن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.

قال الحاكم: قرأت على قبر يحيى بن معاذ: مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ الرازي في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.

٦٠٠ - ق: يحيى بن معلى بن منصور الرازي، ثم البغدادي، الحافظ.

عن: أبيه، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي اليمان، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وإسحاق الفروي، وعمرو بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، وطائفة. وعنه: ابن ماجه، وسلمة بن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرز، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

قال مسلم (٢): كنيته أبو عوانة.

وقال أبو علي النيسابوري: كان صاحب حديث.


(١) يريد: الكلام الحسن، كما في تاريخ الخطيب ١٦/ ٣٠٧.
(٢) الكنى لمسلم، الورقة ٨٦.