للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويراه بالعين الأولى، والفاضل يُقصّر في حقّه، فيقصّر الناسُ مراعاةً للفاضل.

وكان بعض من له عليه دَيْن أعجميًّا جاهلًا، فصعد إليه إلى سطح الجامع، وسفَّه عليه، وقبض على لحيته، وضربه، ففر وألقى بنفسه من سطح الجامع فتهشم، فحُمل إلى داره، وبقي أيامًا ومات. فسيَّر القاضي الفاضل بجهازه خمسة عشر دينارًا مع ولده. ثم إن القاضي مات فجاءة بعد ثلاثة أيام.

٣٣١ - محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد، أبو الحسن الوكيل بأبواب القُضاة.

سمع من أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيره.

توفي في ذي الحجة.

٣٣٢ - محمد بن محمود بن محمد. الشهاب الطوسي أبو الفتح، الفقيه الشافعي، نزيل مصر.

إمامٌ، مُفتٍ، علامة مشهور. وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.

وحدث عن أبي الوقت، وغيره.

ووعظ ببغداد، وصاهر قاضي القضاة أبا البركات ابن الثقفي. وقدم مصر فسكنها، قدمها من مكة سنة تسعٍ وسبعين. ونزل بخانقاه سعيد السعداء، وتردّد إليه بها الفقهاء.

ثم ولي التدريس بمدرسة منازل العِزّ، وانتفع به جماعة كبيرة.

وكان جامعًا للفنون، معظمًا للعلم وأهله. غير محتفل بأبناء الدّنيا. وعظ بجامع مصر مدة.

روى عنه بهاء الدين ابن الجميزي، وشهاب الدين القوصي وكناه أبا الفتح.

وذكر أنه تفقه بنيسابور على الإمام محمد بن يحيى.

وقال أبو شامة، وذكر الطوسي، فقال: قيل: إنه لما قدم بغداد كان يركب بالسنجق والسيوف المُسَلَّلة والغاشية والطوق في عُنق البغلة، فمنع من ذلك. فسافر إلى مصر ووعظ، وأظهر مذهب الأشعري، وثارت عليه الحنابلة. وكان يجري بينه وبين زين الدين ابن نجية العجائب من السباب ونحوه.

قال: وبلغني أنه سئل أيّما أفضل: دمُ الحسين، أم دمُ الحلاج؟ فاستعظم

<<  <  ج: ص:  >  >>