للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصناعة السلاح والرياضة. اشتهر بذلك فلم يلحقه أحدٌ في عصره؛ في درايته وفهمه، لذلك صنّف كتابًا سمّاه عمدة المسالك في سياسة الممالك يتضمّن أحوال الحروب وتعبئتها وفتح الثغور وبناء الحصون وأحوال الفروسية والهندسة إلى أشباه ذلك.

وكان شيخًا لطيفًا، كثير التّواضع والتّودّد، شريف النّفس، طيّب المحاورة، بديع النّظم. وكان ذا منزلة عظيمة عند الإمام النّاصر.

روى عنه العفيف علي بن عدلان المترجم الموصلي.

وقد طوّل ابن خلّكان ترجمته في خمس ورقات وقال: لقبه نجم الدّين ابن صابر. ومن شعره في جاريته السوداء:

وجارية من بنات الحبوش بذات جفون صحاحٍ مراض تعشّقتها للتّصابي فشبت غرامًا ولم أك بالشّيب راض وكنت أعيّرها بالسّواد فصارت تعيّرني بالبياض

٣٨٢ - يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود بن القديم الأنصاري الشّلبي الأندلسي، أبو البقاء وأبو محمد وأبو الحسن.

روى عن أبي القاسم القنطري، وأبي الحسن عقيل، وموسى بن قاسم، وأبي عبد الله بن زرقون، وجماعة. وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال، وأبو الحسن الزّهري. وفي مشايخه كثرة. وقد سمع بفاس من أبي عبد الله بن الرّمّامة، وعلي بن الحسين اللّواتي، وأبي عبد الله بن خليل الإشبيلي.

وكان من أهل المعرفة بالقراءات، والإكثار من الحديث مع الضّبط والعدالة. وألف فضائل مالك، وكتابًا في القراءات.

حدّث عنه أبو الحسن ابن القطّان، وأبو العباس النّباتي، وأبو بكر بن غلبون، وجماعة. ومن المكثرين عنه ابن فرتون، وقال: عاش سبعًا وتسعين سنة.

وقال ابن مسدي: شيخنا أبو البقاء نزيل فاس، أعذب من لقينا بالقرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>