وقال محمد بن علي بن سهل الإمام: سمعت محمد بن جرير وهو يكلم ابن صالح الأعلم، فقال: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، أيش هو؟ قال ابن صالح: مبتدع! فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع، هذا يقتل.
قال أبو محمد الفرغاني: تم من كتبه كتاب التفسير، وتم كتاب القراءات والعدد والتنزيل؛ وتم له كتاب اختلاف العلماء، وتم كتاب التاريخ إلى عصره، وتم كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه؛ وتم كتاب لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتاباً. وتم كتاب الخفيف وهو مختصر، وتم كتاب التبصير في أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار، وهو من عجائب كتبه، كتبه ابتداء بما رواه أبو بكر الصديق مما صح عنده بسنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، ومن مسند ابن عباس قطعة كبيرة، فمات قبل تمامه، وابتدأ بكتاب البسيط فخرج منه كتاب الطهارة في نحو ألف وخمس مائة ورقة، وخرج منه أكثر كتاب الصلاة، وخرج منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر والسجلات، وغير ذلك، ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم. عمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه.
حكى التنوخي، عن عثمان بن محمد السلمي قال: حدثني ابن منجو القائد قال: حدثني غلام لابن المزوق قال: اشترى مولاي لي جارية وزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني، وكانت تنافرني دائماً إلى أن أضجرتني، فقلت لها: أنت طالق ثلاثاً، لا خاطبتني بشيء إلا قلت لك مثله، فكم أحتملك. فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثاً. قال: فأبلست وحرت. فدللت على محمد بن جرير فقال: أقم معها بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثاً إن طلقتك.
قال ابن عقيل: وله جواب آخر أن يقول كقولها: أنت طالق ثلاثاً، بفتح التاء، فلا يحنث.