روى عن أبيه، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، مولده سنة سبع وستين، وتوفي بأركش، هكذا ترجمه ابن بشكوال.
وآخر من روى عنه بالسماع: خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى الحِميري.
٢٢٢ - عبد الغني بن محمد بن سعد أبو محمد بن أبي البركات البغدادي الغسال الحنبلي.
سمع أبيا النرسي، وأبا علي بن نبهان، ومن بعدهما، ولم يزل يسمع إلى أن مات، وكان مقرئا مجودا، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي، وتوفي في شوال وهو كهل.
٢٢٣ - عبد المجيد الحافظ لدين الله، أبو الميمون بن محمد ابن المستنصر بالله معدّ ابن الظاهر علي ابن الحاكم العبيدي، صاحب مصر.
بويع يوم مقتل ابن عمه الآمر بولاية العهد وتدبير المملكة، حتى يولد حملٌ للآمر، فغلب عليه أبو علي أحمد بن الأفضل ابن بدر الجمالي أمير الجيوش، وكان الآمر قد قتل الأفضل، وحبس ابنه أحمد، فلما قُتل الآمر وثب الأمراء فأخرجوا أحمد، وقدموه عليهم، فسار إلى القصر، وقهر الحافظ، وغلب على الأمر، وبقي الحافظ معه صورة من تحت حكمه، وقام في المُلك أحسن قيام، وعدل، وردّ على المصادَرين أموالهم، ووقف عند مذهب الشيعة، وتمسّك بالاثني عشر، وترك الأذان بحي على خير العمل.
وقيل: بل أقرّ: حي على خير العمل، وأسقط: والحمد لله من الأذان: محمد وعلي خير البشر، كذا وجدت بخطّ النّسّابة، ورفض الحافظ لدين الله وأهل بيته وآباءهُ، ودعا على المنابر للإمام المنتظَر صاحب الزمان على زعمهم، وكتب اسمه على السكة، وبقي على ذلك إلى أن وثب عليه واحد من الخاصة، فقتله بظاهر القاهرة في المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة، وكان ذلك بتدبير الحافظ، فبادر الأجناد والدولة إلى الحافظ، وأخرجوه من السجن، وبايعوه ثانيًا، واستقل بالأمور.
وكان مولده بعسقلان سنة سبع وستين، وسبب ولادته بها أن أباه خرج