وذكر أبو بكر ابن الباغندي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، قال: فقلت: يا رسول الله، أيما أثبت في الحديث؛ منصور أو الأعمش؟ فقال: منصور منصور.
وقال وكيع: سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت.
قلت: هذا كان مذهب الأعمش، وهو على الذي روى النسائي من حديث عاصم عن زر عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع.
وقال عيسى بن يونس: أرسل عيسى بن يونس الهاشمي أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب له فيها حديثاً، فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، والله الصمد إلى آخرها، ثم وجه بها إليه، فبعث إليه: يا ابن الفاعلة، أظننت أني لا أحسن كتاب الله! فبعث إليه: وظننت أني أبيع الحديث!
وقال عيسى بن يونس: أتى الأعمش أضياف، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما، فدخل فأخرج لهم نصف حبل من قت، فوضعه على الخوان وقال: أكلتم قوتنا، فهذا قوت شاتي فكلوه.
قال عيسى: وخرجنا في جنازة ورجل يقود الأعمش، فلما رجعنا عدل به، فلما أصحر به قال: أتدري أين أنت؟ في جبانة كذا وكذا، ولا أردك حتى تملأ ألواحي حديثاً. قال: اكتب، فلما ملأ الألواح رده، فلما دخل الكوفة دفع ألواحه لإنسان، فلما انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وقال: خذوا الألواح من الفاسق، فقال: يا أبا محمد، قد فات. فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك به كذب، قال: أنت أعلم بالله من أن تكذب.
وقال ابن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد، ما يمنعك من أخذ شعرك؟ قال: كثرة فضول الحجامين. قلت: فإني أجيئك بحجام لا يكلمك