حتى يفرغ. قال: فأتيت جنيداً الحجام وكان محدثاً، فأوصيته فقال: نعم. فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة؟ قال: فصاح الأعمش صيحة وقام يعدو، وبقي نصف شعره أياماً غير مجزوز. رواها علي بن خشرم عن ابن إدريس.
وقال عيسى بن يونس: خرج الأعمش فإذا بجندي فسخره ليعبر به نهراً، فلما ركب الأعمش قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} فلما توسط به الأعمش في الماء قال: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} ثم رمى به.
وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فرواً مقلوباً وبتاً تسيل خيوطه على رجليه، فقال: لولا أني تعلمت العلم ما كان يأتيني أحد، ولو كنت بقالاً كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إليه، لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته مسألة صبيان الكتاب.
وقال يحيى القطان: كان الأعمش من النساك، وكان محافظاً على الصف الأول.
وقال عيسى بن جعفر: حدثنا أحمد بن داود الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثاً خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك، قال: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه. رواها أبو نعيم في الحلية.
وقد ذكرنا بالإسناد أنه صلى خلف أنس بن مالك ودخل إليه.
قال أبو نعيم الحافظ: سمع الأعمش من عبد الله بن أبي أوفى وأنس.
وقال مسدد: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش قال: