للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥٣١ - فلك الدين، الأمير الملقب بالمبارز سليمان بن … (١)، وهو أخو السلطان الملك العادل لأمه.

دفن بداره بدمشق الفلكية التي وقفها مدرسة بناحية باب الفراديس. ورخه أبو شامة (٢).

٥٣٢ - القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم. قاضي القضاة ضياء الدين، أبو الفضائل بن الشهرزوري، الشافعي، ابن أخي قاضي الشام كمال الدين محمد.

ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مائة. تفقه ببغداد بالنظامية مدة، ثم عاد إلى الموصل. وقدم الشام، وولي قضاء القُضاة بعد عمه. ثم استقال منه لما عرف أن غرض السلطان صلاح الدين أن يولي الإمام أبا سعد ابن أبي عصرون، فأقاله ورتبه للترسل إلى الديوان العزيز. وقدم بغداد رسولًا عن الملك الأفضل. فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها، فسار إلى بغداد، فأكرم مورده وخلع عليه، وولاه الخليفة قضاء القضاة والمدارس والأوقاف، والحُكم في المذاهب الأربعة.

وحصلت له منزلة عظيمة إلى الغاية عند الناصر لدين الله. ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له في التوجه إلى بلده، وخاف العواقب، وسار إلى حماة، فولي قضاءها، وعيب عليه هذه الهمة الناقصة.

وكان سمحًا، جوادًا، رئيسا، له شعر جيد، فمنه:

فارقْتكُمُ ووصلتُ مصرَ فلم يقم … أنسُ اللّقاء بوحشة التّوديعِ

وسررتُ عند قدومها لولا الّذي … لكُمْ من الأشواق بين ضُلُوعي

وله:

فِي كلّ يوم تُرى للبين آثارُ … وما له في التئام الشّملِ إيثار

يسطُو علينا بتفريقٍ فَوَاعَجَبًا … هَلْ كان للبَيْن فيما بيننا ثارُ

يَهزّني أبدًا من بعد بعدهم … إلى لقائهم وجدٌ وتذكارُ

ما ضرّهم فِي الهَوَى لو واصلوا دَنِفًا … وما عليهم من الأوزارِ لوْ زاروا


(١) بَيَّض المصنف في هذا الموضع ولم يعد إليه.
(٢) لم نقف عليه في المطبوع من ذيل الروضتين لأبي شامة.