وفيها ولي المغرب زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي لبني العباسي بعد موت أخيه عبد الله، وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة.
وفيها تحرك بابك الخرمي.
وفيها توفي أبو أسامة الكوفي، وحماد بن مسعدة، وحرمي بن عمارة، وعلي بن عاصم.
[حوادث سنة اثنتين ومائتين]
في سنة اثنتين ومائتين جرت أمور، توفي ضمرة بن ربيعة، وعبد الحميد الحماني، وعمر بن شبيب المسلي، ويحيى ابن اليزيدي، والفضل بن سهل الوزير.
وفي أولها بايع العباسيون وأهل بغداد بالخلافة إبراهيم ابن المهدي، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعلي بن موسى الرضا، وأمرهم والدولة بإلقاء السواد ولبس الخضرة، فلما كان يوم الجمعة خامس المحرم صعد إبراهيم ابن المهدي - الملقب بالمبارك - المنبر. فأول من بايعه عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي، ثم منصور ابن المهدي أخوه، ثم بنو عمه، ثم القواد.
وكان المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي هو المتولي لأخذ البيعة. وسعى في ذلك، وقام به السندي، وصالح صاحب المصلى، ونصير الوصيف، ثم بايعه أهل الكوفة والسواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل على جانبي بغداد العباس بن موسى الهاشمي، وإسحاق بن موسى الهادي. فخرج عليه مهدي بن علوان الحروري محكما، فجهز لقتاله أبا إسحاق ابن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مهديا. وقيل: بل وجه لقتاله المطلب.
وخرج أخو أبي السرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمع إليه طائفة، فلقيه غسان بن الفرج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم ابن المهدي. فولاه