القاسم: توفي في ثامن شوال. وروى عنه أيضاً موفق الدين ابن قدامة، والشمس والضياء ابنا عبد الواحد، والبهاء عبد الرحمن، وزين الأمناء، وطائفة سواهم، وأحمد بن الحسن بن ريش، والعزّ النّسّابة، وإبراهيم ابن الخشوعي.
٢٧١ - خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة، أبو القاسم الأنصاري، القرطبي، المحدّث، حافظ الأندلس في عصره ومؤرّخها ومسندها.
ولد سنة أربع وتسعين وأربع مائة. وسمع أباه، وأبا محمد بن عتّاب فأكثر، وأبا بحر بن العاص، وأبا الوليد بن رشد، وأبا الوليد بن طريف، وأبا القاسم بن بقيّ، وخلقًا. ورحل إلى إشبيلية فسمع شريح بن محمد، وأبا بكر ابن العربي. وأجاز له علي بن سكّرة، وأبو القاسم بن منظور، وطائفة. ومن العراق أبو المظفّر هبة الله ابن الشبلي بأخرة. وله معجم مفيد.
قال أبو عبد الله الأبّار: كان متّسع الرواية، شديد العناية بها، عارفًا بوجوهها، حجّة، مقدّمًا على أهل وقته، حافظًا، حافلًا، أخباريًا، تاريخيًا، ذاكرًا لأخبار الأندلس القديمة والحديثة. سمع العالي والنازل، وأسند عن شيوخه نيّفًا وأربع مائة كتاب بين صغير وكبير. ورحل إليه الناس وأخذوا عنه. وحدثنا عنه جماعة، ووصفوه بصلاح الدخلة، وسلامة الباطن، وصحة التواضع، وصدق الصبر للطلبة، وطول الاحتمال. وألّف خمسين تأليفًا في أنواع العلم. وولّي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها لأبي بكر ابن العربي. وعقد الشروط، ثم اقتصر على إسماع العلم وعلى هذه الصناعة، وهي كانت بضاعته. والرواة عنه لا يحصون، منهم: أبو بكر بن خير، وأبو القاسم القنطري، وأبو بكر بن سمحون، وأبو الحسن بن الضحّاك. وكلهم مات قبله. وصنّف كتاب الصّلة في علماء الأندلس، وصل به تاريخ ابن الفرضي، وقد حمله عنه شيخه أبو العباس ابن العريف الزاهد.
قلت: وله كتاب الحكايات المستغربة مجلّد، وغوامض الأسماء المبهمة عشرة أجزاء، وكتاب معرفة العلماء الأفاضل أحد وعشرون جزءًا