كنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها. متفق عليه.
وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، قال: كانت امرأة من الأنصار من بني ذبيان قد أصيب زوجها وأخوها يوم أحد. فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا، يا أم فلان. فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه. فأشاروا لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل؛ أي هين. ويكون في غير ذا بمعنى عظيم.
وعن أبي برزة أن جليبيبا كان من الأنصار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل: زوجني ابنتك. قال: نعم ونعمة عين. قال: لست أريده لنفسي. قال: فلمن؟ قال: لجليبيب. قال: حتى أستأمر أمها. فأتاها فأجابت: لرسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: إنما يريد ابنتك لجليبيب. قالت: ألجليبيب؟ لا لعمر الله لا أزوجه. فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم. قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني؟ قالا: رسول الله قالت: أفتردون عليه أمره؟ ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك بها. فزوجها جليبيبا، ودعا لهما. فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا. قال: لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه، فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا مني وأنا منه. قتل سبعة ثم قتلوه. فوضعوه على ساعديه ثم حفروا له، ما له سرير إلا ساعدَا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره. قال ثابت البناني: فما في الأنصار أنفق منها.