للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غالبًا ما تكون لتلامذة المترجم في الأغلب الأعم أو بعض رفاقه في بعض الأحيان، ولذلك جاءت المعلومات دقيقة ومتقنة في كثير من الأحيان، ومن هنا وجدنا المؤلف يذكر مثل هذه الآراء بعد ذكر تلامذته أو في أثناء ذكرهم. أما القسم الأخير من الكتاب فغالب هذه الآراء ترجع إلى الذهبي نفسه لاسيما عن شيوخه أو الذين رآهم واتصل بهم وسمع عليهم من معاصريه فكوّن فكرة عنهم وعن مكانتهم ودرجة ثقتهم.

وعني الذهبي بتبيان عقيدة المترجم، وأوْلى هذه الناحية أهمية كبيرة بحيث صارت لا تخلو منها ترجمة من التراجم، ولعل سبب هذه العناية الفائقة يعود إلى أمرين رئيسين: أولهما تأثره بالبيئة الدمشقية التي كانت تغلي وتفور بالنزاع العقائدي الذي أثر تأثيرًا كبيرًا في تكوينه الفكري، وثانيهما أهمية العقيدة في النقد عند المحدثين (١)، فصارت العقيدة بعد كل هذا عنصرًا بارزًا من عناصر الترجمة (٢).

[٦ - الوفاة]

وغالبًا ما يورد الذهبي في نهاية الترجمة تحديد تاريخ وفاة المترجم. ولا ريب أن تنظيم الذهبي كتابه على السنين جعله يستعيضُ عن ذِكْرِ السنة ويؤكد ذكر التاريخ الذي توفي فيه المترجم من السنة. وبالنظر لتوفر تواريخ الوفيات لمعظم المترجمين بسبب عناية المتأخرين بها صار الذهبي يستطيع تحديدها في اليوم والشهر في كثير من الأحيان. أما الحالات التي لم يظفر المؤلف فيها بوفاة المترجم فإنه كثيرًا ما يذكره في آخر الطبقة كما مرّ بنا، أو في السنة التي انقطع خبره فيها (٣).


(١) انظر أدناه الفصل الخامس من هذا الباب.
(٢) انظر أمثلة لذلك في الورقة ٢٢٠، ٢٢٧ (أيا صوفيا ٣٠٠٩) وراجع أمثلة أخرى عند كلامنا على الفصلين الثاني والخامس من هذا الباب.
(٣) ومما يعزز اهتمام المحدثين بضبط تواريخ الوفيات تأليف كتب كاملة فيها (انظر بحثنا: كتب الوفيات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي - مجلة كلية الدراسات الإسلامية، العدد الثاني، بغداد ١٩٦٨) وكان بعض المؤلفين يتركون فراغًا في الإجازات التي يمنحونها أو الكتب التي يؤلفونها أو طباق السماع ليدون فيها فيما بعد وفاة المحدث =

<<  <  ج: ص:  >  >>