الفارس، قال: طلع أستاذنا إلى القلعة على عادته ليأخذ أموالاً للبحريّة، فقال له المُعزّ: ما بقي في الخزائن شيء، فامضِ بنا إليها لنعرضها. وكان قد رتَّب له في طريق الخزانة مملوكه قُطُز الّذي تسلطن ومعه عشرة مماليك في مَضِيق، فخرجوا على أقطايا فقتلوه، وأُغلقت القلعة. فركبت البحريّة ومماليكه وكانوا نحوا من سبعمائة فارس وقصدوا القلعة، فرمي برأسه إليهم فهربوا، وذهب طائفة منهم إلى الشّام، وكان قتْله في شعبان.
٥٦ - بدرة بنت الإمام فخر الدّين محمد بن أبي القاسم ابن تيْميّة، أمّ البدْر، زوجة العلاّمة المفتي مجد الدّين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله ابن أبي القاسم ابن تَيْميّة، وجدّة شيخنا أبي العبّاس أحمد بن عبد الحليم.
تُوُفّيت قبل زوجها بليلة، وقد روت بالإجازة عن بعض أصحاب أبي عليّ الحدّاد. سمع منها: الدّمياطيّ بإجازتها من أبي المكارم اللّبّان.
٥٧ - البرهان المَوْصليّ الزّاهد، خال التّاج ابن عساكر.
كان مُسِنّاً عالماً، كثير الأوراد، صاحب كشْف وحال، قدِم من مصرَ فنزل في دار القاضي محيي الدّين ابن الزَّكي.
مات في ذي القعدة، ودُفِن عند صُهيْب الرُّوميّ.
٥٨ - بكْبِرْس بن يَلتقلح، أبو شجاع التُّركيّ، مولى الإمام النّاصر لدين الله، ويُعرف بنجم الدّين الزّاهد، وبالحاجّيّ.
كان فقيهاً عارفاً بمذهب أبي حنيفة، حدث عن: عبد العزيز بن منينا. روى عنه: أبو محمد الدّمياطيّ، والقُطْب ابن القسطلانيّ، ومحمد بن محمد الكَنْجيّ. وكان أيضاً عارفاً بالأصُول.
قال الدّمياطيّ: كان مقدّماً على مماليك المستعصم بالله. وتُوُفيّ في منتصف صفر.
وقال ابن النّجّار في تراجم أناس: فقيهٌ جليل القْدْر، مُفْتٍِ، له مصنّفات. وهو صالح ديِّن، قرأ الكثير بنفسه على أصحاب أبي الوقت.