وفيها ظهر محمد بن القاسم العلوي الحسيني بالطالقان يدعو إلى الرضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلق، فسار لقتاله جيش من قبل عبد الله بن طاهر، فجرت بينهم وقعات عديدة، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كور خراسان، فظفر به متولي نسا، فقيده وبعث به إلى ابن طاهر، فحبسه المعتصم. ثم إنه هرب من السجن ليلة عيد الفطر، ونزل في حبل دلي له. فنودي عليه: من أحضره فله مائة ألف درهم، فلم يقعوا به.
وفي جمادى الأولى قدم بغداد، إسحاق بن إبراهيم بسبيٍ عظيم من أهل الخرمية الذين أوقع بهم بهمذان.
وفيها عاثت الزط بنواحي البصرة، فانتدب لحربهم عجيف بن عنبسة، فظفر بهم وقتل منهم نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدتهم خمسة عشر ألفا.
وفيها امتحن المعتصم أحمد بن حنبل، وقيل: سنة عشرين، وذلك في ترجمة أحمد رحمه الله.
ثم دخلت سنة عشرين ومائتين
فيها توفي عفان ببغداد، وقالون بن عيسى بن مينا، ومطرف بن عبد الله بالمدينة، وأبو حذيفة النهدي، وعاصم بن يوسف اليربوعي، وخلاد بن خالد القارئ بالكوفة، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والخليل بن عمر بن إبراهيم العبدي، وعبد الله بن رجاء بالبصرة، وآدم بن أبي إياس بعسقلان، وعبد الله بن جعفر الرقي بالرقة، وقرعوس بن العباس الثقفي صاحب مالك بالأندلس، ومحمد الجواد ولد علي بن موسى الرضا ببغداد.
ويوم عاشوراء دخل عجيف بغداد بسبي الزط وأسراهم، فعبأهم على هيئتهم في الحرب، وكان يوما مشهودا. ثم نفذوا إلى عين زربة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم حتى لم ينج منهم أحد.
وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين، واسمه