وفيها هزم عمرو بن الليث رافع بن هرثمة، وساق وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله بها. وكان المعتضد قد عزله سنة سبع وسبعين عن خراسان، وولى عليها عمرو بن الليث، فبقي رافع بالري. ثم إنه هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عمرو، ودعا إلى العلوي ثم سار إلى نيسابور، فواقعه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبيورد، وقصد رافع أن يخرج إلى مرو أو هراة، ثم دخل نيسابور، فأتى عمرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خوارزم في رمضان، فأحاط به أمير خوارزم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عمرو بن الليث، فنفذه إلى المعتضد.
ولم يكن رافع ولدا لهرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنسب إليه، وهو رافع بن تومرد. وصفت خراسان لعمرو بن الليث.
وفيها دخل جيش بن خمارويه مصر، فقال الأمراء: لا نرضى بك ونريد عمك أبا العشائر، فوثب وقتل عمه، فشاش الناس ووقع حريق ونهب، فوثب هارون في جماعة على أخيه فقتله، واستولى على مصر، قال ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض علي وعلى عميه مضر وشيبان، وحبسنا، ثم إنه أخذ أخانا مضر فأدخله بيتاً، وجوعه خمسة أيام، ثم دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: مات أخوكم؟ قلنا: لا ندري.
فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحد بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أنهم يهلكوننا بالجوع. فسمعنا صراخاً في الدار، ففتحوا علينا، وأدخلوا إلينا جيش بن خمارويه، فقلنا: ما جاء بك؟ قال: غلبني أخي هارون على مصر. فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان في عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما. وبعث إلينا هارون أن نقتله بأخينا، فلم نفعل، وانصرفنا إلى دورنا، فبعث إليه من قتله.
[سنة أربع وثمانين ومائتين]
فيها توفي: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد، وهشام بن علي السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.