دمشق، وكلهم كان يعظمه تعظيماً كبيراً، ولا ينبغي أن يسمع فيمن ثبتت فضيلته كلام يستبشع، لعله من صاحب غرض من حسد، أو مخالفة في مذهب أو عقيدة. قال: وبلغني أنه خلف من الذهب ثمانين ألف دينار سوى الدواب والعقار، وغير ذلك، وخلف ولدين كان الأكبر منهما قد تجند في حياة أبيه، وخدم السلطان خوارزم شاه.
قلت: ومن تلامذته مصنف الحاصل تاج الدين محمد بن الحسين الأرموي، وقد توفي قبل وقعة بغداد، وشمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي، والقاضي شمس الدين الخويي، ومحيي الدين قاضي مرند.
وتفسيره الكبير في اثنتي عشرة مجلدة كبار سماه فتوح الغيب أو مفاتيح الغيب. وفسر الفاتحة في مجلد مستقل. وشرح نصف الوجيز للغزالي. وله كتاب المطالب العالية في ثلاثة مجلدات، ولم يتمه، وهو من آخر تصانيفه، وله كتاب عيون الحكمة فلسفة، وكتاب في الرمل، وكتاب في الهندسة، وكتاب الاختبارات العلائية فيه تنجيم، وكتاب الاختبارات السماوية تنجيم، وكتاب الملل والنحل، وكتاب في النبض، وكتاب الطب الكبير، وكتاب التشريح لم يتمه، ومصنفات كثيرة ذكرها الموفق ابن أبي أصيبعة، وقال: كان خطيب الري، وكان أكثر مقامه بها، وتوجه إلى خوارزم ومرض بها، وامتد مرضه أشهراً، ومات بهراة بدار السلطنة. وكان علاء الملك العلوي وزير خوارزم شاه قد تزوج بابنته. وكان لفخر الدين أموال عظيمة ومماليك ترك وحشم وتجمل زائد، وعلى مجلسه هيبة شديدة. ومن شعره:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال