وعرض له في سنة أربع وثلاثين ألم المفاصل منعه عن القيام وعجز عن الحركة والخط. وهو محترم معظم إلى الغاية. واستناب من يكتب عنه.
ولما كان يوم البيعة المستعصمية، حضر في محفة وجلس بين يدي السدة، وإنما العادة أن يقف الوزير، فاغتفر ذلك لعجزه، وأُقر على رتبته. وبقي على الوزارة إلى أن مات، ووليها بعده المشؤوم الطلعة ابن العلقمي.
توفي في سادس ربيع الأول، وغسله الإمام نجم الدين عبد الله الباذرائي مدرس النظامية يومئذ، وشيعه عامة الدولة.
وكان من رجالات العالم رأياً وحزماً وأدباً وكتابة وترسلاً وحسن سيرة، يرجع إلى دين وخير، فالله يرحمه ويسامحه.
وولي في منصب ابن العلقمي الأستاذ دارية الصاحب محيي الدين الجوزي.
٧٤ - أحمد ابن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي الرئيس تاج الدين أبو المعالي ابن الشيرازي، الدمشقي.
سمع: من جده، وأبي المجد الفضل ابن البانياسي، وعبد الرزاق النجار، وابن صدقة الحراني. وأجاز له أبو طاهر السلفي.
وكان صدراً رئيساً مبجلاً معدلاً، وافر الحرمة.
روى عنه: الجمال محمد ابن الصابوني، وابنه الشهاب أحمد، والفخر إسماعيل ابن عساكر، وابن عمه عبد المنعم ابن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، والزين إبراهيم بن عبد الرحمن حفيده، والمجد عبد الرحمن بن محمد الإسفراييني، وأبو علي ابن الخلال، وآخرون.
ولد في صفر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وتوفي في خامس رمضان.
٧٥ - إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن علي أبو إسحاق العبدري الميورقي، المعروف بابن عائشة.