علم وتحكيم وشيب مفارق طلسن ريعان الشباب الرائق وإمارة من دولة ميمونة كانت على اللذات أشغب عائق فالآن لا أغدو ولست برائح في كبر معشوق وذلة عاشق أنى يكون وليس ذاك بكائن يرث الخلافة فاسق عن فاسق نعر ابن شكلة بالعراق وأهله فهفا إليه كل أطلس مائق إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق فلما بلغت هذه الأبيات المأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كلما هجانا به. وآمنه، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون يتشيع، فإنه عهد إلى الرضا، وكتب اسمه على السكة، وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت.
وكان دعبل أول داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
ويسومني المأمون خطة ظالم أوما رأى بالأمس رأس محمد إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خموله واستنقذوك من الحضيض الأوهد ثم إنه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصلات، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطنانة في أهل البيت تدل على رفضه:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى وبالركن والتعريف والجمرات منها:
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة أروح وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات وآل رسول الله نحف جسومهم وآل زياد غلظ الرقبات بنات زياد في القصور مصونة وبنت رسول الله في الفلوات