للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الدارقطني (١): عديّ يحتجّ بحديثه.

قلت: قتل سنة اثنتين ومائة (٢).

١٧٤ - عديّ بن زيد العامليّ الشاعر المعروف بابن الرقاع.

مدح الوليد بن عبد الملك وغيره، وهاجى جريرا، وكان أبرص، وفيه يقول الراعي (٣):

لو كنت من أحد يهجى هجوتكم … يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد

تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا … وابنا نزار فأنتم بيضة البلد

قال محمد بن سلام (٤): حدثنا أبو الغراف قال: دخل جرير على الوليد وعنده ابن الرقاع، فقال لجرير: أتعرف هذا: قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا رجل من عاملة، قال: الذي يقول الله تعالى: ﴿عاملة ناصبة تصلى نارا حامية﴾ ثم أنشأ يقول:

يقصر باع العاملي عن العلى … ولكن أير العاملي طويل

فقال ابن الرقاع:

أأمك يا ذا خبرتك بطوله … أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول؟

فقال: لا، بل لم أدر كيف أقول، فوثب ابن الرقاع إلى الوليد فقبل رجله، وقال أجرني منه، فقال الوليد: لئن سميته لأسرجنك ولألجمنك وليركبنك فتعيرك الشعراء بذلك (٥).

١٧٥ - عدي بن زيد بن الحمار العباديّ التميمي الشاعر.

جاهليّ نصرانيّ من فحول الشعراء، ذكرته هنا تمييزاً له من ابن الرّقاع العامليّ، وأظنّه مات قبل الإسلام أو في زمن الخلفاء الراشدين، ذكره محمد بن سلاّم في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية، وقال (٦): هم أربعة


(١) سؤالات البرقاني للدارقطني، رقم ٤٠١.
(٢) من تاريخ دمشق ٤٠/ ٥٧ - ٦٦. وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ٥٢٠ - ٥٢٢.
(٣) ديوانه، رقم ٥٤.
(٤) طبقات فحول الشعراء ٣٢٤.
(٥) من تاريخ دمشق ٤٠/ ١٢٦ - ١٣٣.
(٦) طبقات فحول الشعراء ١١٥.