للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحول: طرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عبدة، وعديّ بن زيد بن الحمار (١).

وأما أبو الفرج صاحب الأغاني، فقال: ابن الخمار بخاء معجمة مضمومة (٢).

روى إسحاق بن زياد، عن شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان قال: أوفدني يوسف بن عمر في وفد العراق إلى هشام بن عبد الملك فقال: هات يا ابن صفوان، قلت: إنّ ملكاً من الملوك خرج متنزّهاً في عامٍ مثل عامنا هذا إلى الخورنق، وكان ذا علم مع الكثرة والغلبة، فنظر وقال لجلسائه لمن هذا؟ قالوا: للملك، قال: فهل رأيتم أحداً أعطي مثل ما أعطيت؟ قال: وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجّة، فقال: إنّك قد سألت عن أمرٍ أفتأذن لي بالجواب؟ قال: نعم، قال: أرأيت ما أنت فيه، أشيءٌ لم تزل فيه، أم شيءٌ صار إليك ميراثاً، وهو زائلٌ عنك إلى غيرك، كما صار إليك؟ قال: كذا هو، قال: فتعجب بشيءٍ يسير لا تكون فيه إلاّ قليلاً وتنقل عنه طويلاً، فيكون عليك حساباً! قال: ويحك فأين المهرب، وأين المطلب؟ وأخذته قشعريرة، قال: إمّا أن تقيم في ملكلك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرّك، وإمّا أن تنخلع من ملكلك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربّك، قال: إنّي مفكّرٌ الليلة وأوافيك السّحر، فلمّا كان السّحر قرع عليه بابه، فقال: إنّي اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض، وقد لبست عليّ أمساحي فإن كنت لي رفيقاً لا تخالف، فلزما والله الجبل حتى ماتا.

وفيه يقول عديّ بن زيد العباديّ (٣):


(١) لكن وقع في المطبوع منه: "حماد".
(٢) ولكن محققي الأغاني غيروه إلى "حماد" ٢/ ٩٥ من كيسهم وعدم معرفتهم وقلة مراجعتهم للموارد التي نقلت عن الأغاني، وإلا فهو بخط ابن منظور في مختصر الأغاني، كما ضبطه الذهبي هنا. وكذلك هو في السير للمؤلف ٥/ ١١٠، ومعجم الشعراء للمرزباني ٢٤٩. وقد نقله المصنف على ما يظهر من تاريخ دمشق لابن، عساكر، لكن محققه غيره إلى "حماد" أيضًا، ولم يفهم المراد، فنسأل الله العافية!
(٣) القصيدة في الأغاني ٢/ ١٣٦ - ١٣٧، وتاريخ دمشق ٤٠/ ١٠٨.