وقال اليسع بن حزم: ولي علي بن يوسف، فنشأت من المرابطين والفقهاء نشآت أهزلوا دينهم، وأسمنوا براذينهم، قلدهم البلاد، وأصاخ إلى رأيهم فخانوه، وأشاروا عليه بأخذ مملكة ابن هود منه، وقرروا عنده أن أموال المستنصر صاحب مصر أيام الغلاء حصلت كلها عند ابن هود، وأروه الباطل في صورة الحق.
قلت: وتوثب عليه ابن تومرت كما ذكرنا، وجرت بين الطائفتين حروبٌ، ولم يزل أمر عبد المؤمن يقوى ويظهر، ويستولي على الممالك، وأمر علي بن يوسف في سفال وزوال، إلى أن توفي في هذا العام، وعهد إلى ابنه تاشفين، فعجز عن الموحدين، وانزوى إلى مدينة وهران، فحاصره الموحدون بها، فلما اشتد عليه الحصار خرج راكبًا، وساق إلى البحر، فاقتحمه وغرق، فيقال إنهم أخرجوه وصلبوه، ثم أحرقوه، وذلك في عام أربعين، وانقطعت الدعوة لبني العباس بموت علي وابنه تاشفين، وكانت دولة بني تاشفين بمراكش بضعًا وسبعين سنة.
توفي علي في سابع رجب، وله إحدى وستون سنة.
٣٣٩ - عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان، النسفي، ثم السمرقندي.
قال ابن السمعاني: كان إمامًا، فاضلًا، مبرزًا، متفننًا، صنف في كل نوع من العلم، في التفسير، والحديث، والشروط، ونظم الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، حتى صنف قريبًا من مائة مصنف، وورد بغداد حاجًا في سنة سبعٍ وخمسمائة، وحدث عن: إسماعيل بن محمد النوحي، وطائفة، وتوفي النوحي سنة إحدى وثمانين.
قال السمعاني: روى لنا عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي، وكتب لي بالإجازة، وقال: شيوخي خمسمائة وخمسون رجلًا.
قال ابن السمعاني: ولما وافيت سمرقند، استعرت عدة كتبٍ مما جمعه وصنفه، فرأيت فيها أوهامًا كثيرة، خارجة عن الإحصاء، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث وطلبه، ولم يرزق فهمه، وكان له شعر حسن على طريقة الفقهاء والحكماء، وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى، ومولده سنة إحدى أو اثنتين