وسمع منه: ابن الظاهري، والأبيوردي، والدّمياطيّ، والشريف عز الدّين، والدواداري وشعبان الإربلي، ويوسف الختني، وعبد الله بن علي الصنهاجي وأختاه عائشة وخديجة وطائفة كبيرة.
وأقرأ العربية زمانا وتصدر بجامع الملك الصالح مدة وانتفع به جماعة من الفضلاء؛ وكان علامةً في الأدب، من أذكياء بني آدم. ويْنفرد بالبراعة في حل المترجم والألغاز. وله في ذلك تواليف.
توفي في تاسع شوال بالقاهرة.
٢١٣ - علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن، الإمام أبو الحسن الرُّعيني، الإشبيلي.
مشهور بنسبته، روى عن أبي بكر محمد بن عبد الله القرطبي، أخذ عنه السَّبع ولازمه وتلا للحرميين على أبي بكر بن عبد النور؛ وأكثر عنه، وعن: يحيى بن أحمد بن مرزوق وهو أكبر شيخ له وعتيق بن خلف، وعدّة، كتب وقيَّد وألف، وكتب الإنشاء للملوك، واعتنى بالرواية، والقراءات.
مات بمراكش في سنة ستٍّ هذه عن أربعٍ وسبعين سنة. وكان ممن ختم به الكتابة.
وشيخه ابن عبد النور مات سنة أربع عشرة وستمائة من أصحاب أبي عبد الله بن زرقون. وأما القرطبي فلم أعرفه.
٢١٤ - عمر بن إسحاق بن هبة الله، الأمير عماد الدّين، الخلاطي.
ولد بخلاط سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة وكان عالمًا فاضلًا، حازمًا خبيرًا، حسن التأتي، لطيف الحركات، له حرمةٌ وافرة عند الملوك.
وكان الملك الصالح أبو الجيش لا يقدم عليه أحدًا ويكرمه ويحبه وله شعرٌ جيد.
توفي بحماة في أول السنة وكان أبوه أُصوليًا واعظًا، أديبًا، مصنفًا.