للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: هو آخر من روى عن الشاطبي، ولا أتيقن متى توفي، لكن في ذهني أنه بقي إلى سنة أربعٍ هذه.

وممن روى عنه القصيد الشيخ حسن الراشدي، وقاضي القضاة ابن جماعة، وبدر الدّين ابن الجوهري، روى القصيد في شعبان من السنة.

١٤٦ - الناهض، معالي بن أبي الزهر ابن الخيسي.

رجل جليل له ثروة، توفي بدمشق في جمادى الأولى.

١٤٧ - هولاكو بن تولي قان ابن الملك جنكزخان، ملك التتار، ومقدمهم.

ذكره الشيخ قطب الدّين فقال: كان من أعظم ملوك التتر. وكان شجاعاً حازماً مدبراً، ذا همة عالية، وسطوة ومهابة، ونهضة تامة، وخبرة بالحروب، ومحبة في العلوم العقلية من غير أن يتعقل منها شيئاً، اجتمع له جماعةٌ من فضلاء العالم، وجمع حكماء مملكته، وأمرهم أن يرصدوا الكواكب. وكان يطلق الكثير من الأموال والبلاد. وهو على قاعدة المغل في عدم التقيّد بدين، لكن زوجته تنصرت، وكان سعيداً في حروبه وحصاراته. طوى البلاد، واستولى على الممالك في أيسر مدة، ففتح بلاد خراسان، وفارس، وأَذْرَبيجان، وعراق العجم، وعراق العرب، والشام، والجزيرة، والروم، وديار بكر.

كذا قال الشيخ قطب الدّين، والذي افتتح خراسان، وعراق العجم غيره، وهو جنكزخان وأولاده، وهذا الطاغية فافتتح العراق، والجزيرة، والشام، وهزم الجيوش، وأباد الملوك، وقتل الخليفة، وأمراء العراق، وصاحب الشام، وصاحب مَيَّافارقين.

قال لي الظهير الكازروني: حكى لي النجم أحمد ابن البواب النقاش نزيل مراغة قال: عزم هولاكو على زواج بنت ملك الكرج، قالت: حتى تسلم، فقال: عرفوني ما أقول. فعرضوا عليه الشهادتين فأقر بهما، وشهد عليه بذلك خواجا نصير الطوسي، وفخر الدّين المنجم. فلما بلغها ذلك أجابت. فحضر القاضي فخر الدّين الخلاطي، فتوكل لها النصير، وللسلطان الفخر

<<  <  ج: ص:  >  >>