دخل الأندلس، أو وُلد بها. وسمع من ابن بشكوال، ومحمد بن سعيد بن زرقون. وقدم الثغر فسمع من السلفي. وبدمشق من أبي القاسم ابن عساكر، وبمكة، وبغداد.
وحدث وخرج الفوائد، وتوفي في جمادى الأولى.
٥٢٤ - علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم، زين الدين، أبو الحسن، الأنصاري، الدمشقي، الحنبلي، الواعظ المعروف بابن نجية، نزيل مصر بالشارع.
ولد بدمشق سنة ثمان وخمس مائة، وسمع من علي بن أحمد بن قبيس المالكي، وسمع ببغداد من سعد الخير بن محمد الأندلسي، وصاهره على ابنته فاطمة، وسمع أيضًا من عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، سمع منه الجامع للترمذي، وسمع من أبي الفرج عبد الخالق اليوسفي في سنة أربعين وخمس مائة.
وحدث ببغداد، ودمشق، ومصر، والإسكندرية.
وكتب عنه أبو طاهر السلفي مع تقدمه وجلالته شيئا حكاه في معجم شيوخ بغداد.
ووعظ بجامع القرافة مدة طويلة. وكان صدرًا محتشماً، نبيلاً، ذا جاه ورياسة، ودنيا واسعة، وتقدم عند الدولة. وهو سبط الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي، الحنبلي. وقد سار في الرسلية من جهة السلطان نور الدين إلى الديوان العزيز في سنة أربع وستين وخمس مائة.
روى عنه ابن خليل، والحافظ الضياء، ومحمد ابن البهاء عبد الرحمن، وأبو سليمان ابن الحافظ عبد الغني، وأبوه، والزكي عبد العظيم، وعبد الغني بن بنين، وجماعة. وروى عنه بالإجازة: أحمد بن أبي الخير.
قال الإمام أبو شامة: كان كبير القدر، معظمًا عند صلاح الدين، وهو الذي نم على الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة، فشنقهم صلاح الدين. وكان صلاح الدين يكاتبه ويحضره مجلسه.