١١٦ - دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ، نور الدّولة أمير عرب العراق.
كان نبيلاً، جواداً، ممدَّحاً، بعيد الصِّيت، عاش ثمانين سنة، ومات في شوّال، ورثاه الشُّعراء فأكثروا.
وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسار إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضا، وأعطاه الحلَّة كأبيه.
١١٧ - سعد بن محمد بن يحيى، أبو المظّفر الجوهريّ الأصبهانيّ المؤدَّب الضّرير.
حدَّث أيضا في هذه السّنة عن عثمان البرجيّ. وعنه مسعود، والرُّستميّ.
وهو أخو سعيد شيخ للسّلفيّ.
١١٨ - سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث، الإمام أبو الوليد التُّجيبي القرطبيّ الباجيّ، صاحب التّصانيف.
أصله بطليوسيّ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية.
ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعمائة، أخذ عن يونس بن عبد الله بن مغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث، وجماعة.
ورحل سنة ستًّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام، ولزم أبا ذرّ، وكان يروح معه إلى السَّراة، ويتصّرف في حوائجه، وحمل عنه علماً كثيراً.
وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام. وأظنّه قدمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبيز، وعليّ بن موسى السِّمسار، والحسين بن جميع. وسمع ببغداد أبا طالب عمر بن إبراهيم الزُّهريّ، وعبد العزيز الأزجيّ، وعبيد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غيلان، والصُّوريّ، وجماعة.
وأخذ الفقه عن أبي الطّيِّب الطَّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ. وأقام بالموصل على أبي جعفر السمِّنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول.
وأخذ أيضا عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيمريّ الحنفيّ، وأبي الفضل بن عمروس المالكيّ، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبي الفتح الطَّناجيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمةً، وطبقتهم، حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء. وتقدَّم في علم النّظر