بحقه، قلت: هذا مال صحيح قد أصبته، وأنا لك به يوم القيامة، خذه فأنفقه، قال: يا سعيد، إن نفسي لم تجبني إلى ما رأيت حتى خشيت أن لا تقول، فإن أخذت مالك ثم فرغ فمن لي بمثله صحيح؟ فتركته ثم عدت من الغد، فقلت: بلغني في الحديث أن الرجل لا تستجاب دعوته في العامة حتى يكون نقي المطعم نقي الملبس، فادع لهذه الأمة دعوة، فابتدر الباب مغضبا، ثم قال: أنت بالأمس تفتني، وأنت اليوم تشهرني! فأتيت الأوزاعي، فقال لي: يا سعيد، دع سليمان الخواص وإبراهيم بن أدهم؛ فإنهما لو كان أدركا النبي صلى الله عليه وسلم لكانا من خيار أصحابه.
وقال عبد الله بن خبيق: قال يوسف بن أسباط: ذهب إبراهيم بن أدهم بالذكر، وذهب الخواص بالعمل.
يعقوب بن كعب الأنطاكي، عن أبيه، عن سليمان الخواص، وقيل له: إن الناس شكوك أنك تمر فلا تسلم عليهم، فقال: والله ما ذاك لفضل أراه عندي، ولكني شبه الحنش؛ إن ثورته ثار، وإن قعدت مع الناس جاءني ما أريد وما لا أريد.
وقال مؤمل بن إهاب: رأى رجل كأن القيامة قد قامت، ونودي: ليقم السابقون الأولون، فقام سفيان الثوري، ثم قام سليمان الخواص، ثم نودي: ليقم السابقون، فقام إبراهيم بن أدهم.
وعن سليمان الخواص قال: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطواحين!
قلت: لم يرو الخواص شيئا، ولا ظفرت له بوفاة، ولكن وفاته قريبة من وفاة إبراهيم بن أدهم، رحمهما الله.
١٦٢ – ٤: سهيل بن أبي حزم، وهو القطعي، أبو بكر البصري، وهو أخو حزم القطعي.
روى عن أبي عمران الجوني، ومالك بن دينار، وثابت البناني، وعنه ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر