ثم إنه قدم دمشق وتسلّم المدرسة، وكثُر أصحابه، ووجه من أحضر كتبه من خراسان.
قال السمعاني: روى عن أبي المعين المكحولي، وأبي بكر محمد بن الحسن النّسفي، كتبت عنه.
٤٥٤ - علي بن الحسن بن محمد، أبو الحسن الطوسي، الطابراني، الصوفي، المقرئ.
كان عارفًا بالقراءات، وسمع من: أحمد بن عبد الجبار النيسابوري، وغيره، روى عنه: حفيده المؤيّد بن محمد الطوسي، وهو ضبط موته.
٤٥٥ - علي بن السّلار، الوزير أبو الحسن الكردي، الملقّب بالملك العادل سيف الدين، وزير الخليفة الظافر العبيدي، صاحب مصر.
كان كرديًا، زرزاريًا فيما قيل، وتربى في القصر بالقاهرة، وتنقلت به الأحوال في الولايات بالصعيد وغيره إلى أن ولّي الوزارة في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقد كان الظافر استوزر نجم الدين سليم بن مصّال في أول دولته، وكان ابن مصّال من كبار أمراء دولته، ثم تغلب عليه ابن السلار، فعدى ابن مصال إلى الجيزة في سنة أربع وأربعين، عندما سمع بقدوم ابن السلار من ولاية الإسكندرية طالبًا الوزارة ليأخذها بالقهر، فدخل ابن السلار القاهرة، وغلب على الأمور، وتولى تدبير المملكة، ونُعت بالعادل أمير الجيوش، فحشد ابن مصّال وجمع عسكرًا من المغاربة وغيرهم، وأقبل، فجرّد ابن السلار لحربه جيشًا، فالتقوا، فكُسر ابن مصّال بدلاص من الوجه القبلي، وقُتل، وأُخذ رأسه ودُخل به القاهرة على رُمح في ذي القعدة من السنة.
وكان ابن السّلار شهمًا، شجاعًا، مِقدامًا، مائلًا إلى أرباب العلم والصلاح، سنيًا، شافعيًا، ولي ثغر الإسكندرية مدة، واحتفل بأمر أبي طاهر السلفي، وزاد في إكرامه وبنى له المدرسة العادلية، وجعله مدرسها، وليس بالثّغر مدرسة للشافعية سواها، إلا أنه كان جبارًا، ظالمًا، ذا سطوة، يأخذ