للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام.

ومن شعره:

أضاء لها فجر النُّهى فنهاها عن الدنف المضنى بحر هواها وضللها صُبحٌ جلا ليلة الدّجى وقد كاد يهديها إليَّ دجاها وفي أول شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور، وتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، فقال في المجلس لوقته:

حسبي رضاكَ من الدّهر الذي عتبا وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا منها:

ولستُ أوّل من أَعيْت بدائعه فاستدعت القولَ ممن ظنّ أو حسبا إن امرأ القيس في بعض لمتهمٌ وفي يديه لواء الشعر إن ركبا والشعر قد أسر الأعشى وقيدهُ دهرا وقد قيل والأعشى إذا شربا وكيف أظمأ وبحري زاخر فطنا إلى خيال من الضحضاح قد نضبا عبدٌ لنُعْماك في فكَّيه نجمُ هدى سار بمدحك يجلو الشك والريبا إن شئت أملى بديع الشعر أو كتبا أو شئت خاطبَ بالمنثور أو خطبا كروضة الحرن أهدى الوشي منظرها والماءَ والزهر والأنوار والعشبا أو سابق الخيل أعطى الحضر متئدا والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا وله في ذي الرياستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة:

قل للربيع اسحبْ ملاء سَحائبي واجرر ذيولك في مَجَرّ ذوائبي لا تكذبنّ ومن ورائك أدمعي مَدَدا إليك بفيض دمع ساكبِ وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا فاجعله سقي أحبتي وحبائبي واجنح لقُرطبةَ فعانقْ تربها عنّي بمثل جوانحي وترائبي وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا زهرا يخبر عنك أنّك كاتبي وهي طويلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>