للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ولي قضاء مصر ثماني عشرة سنة، فسار إليها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

قال ابن زولاق: كان عالماً بالاختلاف والمعاني والقياس، عارفاً بعلم القرآن والحديث، فصيحاً عاقلاً عفيفاً، قوالاً بالحق، سمحاً متعصباً، ثم ذكر ابن زولاق احترام أمير مصر تكين له، وأنه كان يأتي مجلسه، ولا يدعه يقوم له، وإذا جاء هو إلى مجلس تكين، مشى تكين وتلقاه، ولم يكن في زيه ولا منظره بذاك، وكان بوجهه جدري، ولكنه كان من فحول العلماء.

قال الفقيه أبو بكر ابن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي يقول: ما لي وللقضاء، لو اقتصرت على الوراقة، ما كان خطي بالرديء، وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين ديناراً.

قال ابن زولاق: قال أبو عبيد القاضي: ما يقلد إلا عصبي أو غبي، قال: فجمع أحكامه بمصر باختياره، وكان أولاً يذهب إلى قول أبي ثور، قال: وكان يورث ذوي الأرحام، وقد ولي قضاء واسط قبل مصر، قال: وأبو عبيد آخر قاض ركب إليه الأمراء بمصر، وقد تسرى بمصر بجارية، فتجنت عليه وطلبت البيع، وكان به فتق.

وذكر ابن زولاق حكايات عدة تدل على وقاره وكمال عقله وأمانته وعدله وورعه التام، وقال: حدث عنه في سنة ثلاثمائة النسائي.

وقال أبو زكريا النووي: كان من أصحاب الوجوه، تكرر ذكره في المهذب والروضة.

وقال أبو سعيد بن يونس الصدفي: هو قاضي مصر، أقام بها طويلاً، وكان شيئاً عجباً، ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور، وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة لأنه كتب يستعفي من القضاء، ووجه رسولاً إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه وامتنع من الحكم فأعفي، فحدث حين جاء عزله وأملى مجالس؛ ورجع إلى بغداد، وكان ثقة، ثبتاً، حدث عن: زيد بن أخزم، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>