وقال صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: أجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة، فأمروه أن يعمل لهم خبزة فلم تجئ جيدة، فضربه الجمال، فلما قدموا مكة دخل الجمال، فرأى الناس حول سفيان، فسأل فقالوا: هذا سفيان الثوري، فلما انفض الناس تقدم الجمال إلى سفيان واعتذر، فقال: من يفسد طعام الناس يصبه أكثر من ذلك.
قال أبو سليمان الداراني: دخلنا على سفيان الثوري بمكة، قال: ما جاء بكم؟ فوالله لأنا إذ لم أركم خير مني إذ رأيتكم، قال: ثم لم نبرح حتى تبسم.
قبيصة، عن سفيان قال: كثرة الإخوان من سخافة الدين.
قال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أخوف لله من سفيان، كان من رآه كأنه في سفينة يخاف الغرق، كثيرا ما نسمعه يقول: يا رب، سلم سلم.
وقال الحارث بن منصور: كلمتان لم يكن يدعهما سفيان في مجلس؛ سلم سلم، عفوك عفوك.
وقال سفيان: وددت أني أنفلت لا علي ولا لي. وهذا متواتر عنه.
وقال قبيصة: كان سفيان كأنه راهب، فإذا أخذ في الحديث أنكرته؛ يعني مما ينشرح.
وقال ابن مهدي: كان يكون كأنما وقف للحساب، فيعرض بذكر الحديث، فيذهب ذلك الخشوع، فإنما هو حدثنا حدثنا.
علي بن غنام، عن أبيه أنه سمع الثوري يقول: لقد خفت الله خوفا، عجبا لي كيف لا أموت، ولكن لي أجل أنا بالغه، ولقد أخاف أن يذهب عقلي من شدة الخوف.
ابن مهدي: ما عاشرت رجلا أرق من سفيان، كنت أرمقه في الليل ينهض مرعوبا ينادي: النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.