قرأت على ابن عساكر، عن عبد الرّحيم ابن السّمعانيّ قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بنوقان قال: أخبرنا محمد بن سعيد، قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمش، قال: أخبرنا صاحب بن أحمد، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المروزيّ، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدَّثنيّ الحسن، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلمّا كثر النّاس قال: ابنوا لي منبرًا. . . الحديث.
٢١٩ - محمد بن عمّار، أبو بكر المهري الأندلسيّ، ذو الوزارتين.
شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون الأندلسيّ القرطبيّ كفرسي رهان. وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائبًا له على مرسيّة، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطّف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبرًا بيده، لعصيانه، ولكونه هجا المعتمد وآباءه، بقوله:
مما يقبّح عندي ذكر أندلسٍ سماع معتمدٍ فيها ومعتضد أسماء مملكة في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخًا صولة الأسد وقيل: قتله في سنة تسعٍ وسبعين.
ومن شعره:
أدر الزُّجاجة فالنّسيم قد انبرى والنَّجم قد صرف العنان عن السُّرى والصُّبح قد أهدى لنا كافوره لمّا استردّ اللَّيل منّا العنبرا ومنها:
ملكٌ إذا ازدحم الملوك بموردٍ ونحاه لا يردوه حتّى يصدرا أندى على الأكباد من قطر النَّدى وألذ في الأجفان من سنة الكرى قدَّاح زند المجد لا ينفكُّ من نار الوغى إلاّ إلى نار القرى جلَّلت رمحك من رؤوس كماتهم لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا والسَّيف أفصح من زيادٍ خطبةً في الحرب إن كانت يمينك منبرا وله: