له كلام عجب في الزهد والوعظ والحكم، وكان يقال له: لقمان هذه الأمة. حكى عنه سعيد بن العباس الصدفي، والحسن بن سعيد السقاء، وغيرهما. وكان قد صحب شقيقا البلخي وتأدب بآدابه.
قال السلفي: هو حاتم بن عنوان، ويقال: ابن يوسف، ويقال: حاتم بن عنوان بن يوسف. روى عن شقيق البلخي، وسعيد بن عبد الله الماهياني. قال: وروى عنه عبد الله بن سهل الرازي، وأحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، ومحمد بن فارس البلخي. ثم قال: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورخه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده.
قال أبو عبد الله الخواص: دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج، وعليهم الصوف والزربنانقات، وليس معهم جراب ولا طعام.
وقال عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني: حدثنا أبو تراب النخشبي، قال: الرياء على ثلاثة أوجه: وجه في الباطن، ووجهان في الظاهر: فأما الظاهر فالإسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكم بأن هذا رياء، إذ لا يجوز في الدين الإسراف والفساد، وإذ رأيت الرجل يصوم ويتصدق، فإنه لا يجوز لك أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله. ولا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب أو الرياء، والعجب داخل فيك، والرياء داخل عليك، مثل كلب عقور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيهما أشد عليك؟
قال أبو تراب: سمعت حاتما الأصم يقول: لي أربع نسوة، وتسعة أولاد، ما طمع شيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم.
وسمعته يقول: المؤمن لا يغيب عن خمسة أشياء: عن الله، والقضاء، والرزق، والموت، والشيطان.
وقال محمد بن أبي عمران: حدثنا حاتم الأصم، وكان من جلة أصحاب شقيق البلخي، وسئل: عَلامَ بنيت أمرك؟ قال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به. وعلمت أن الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله حيث كنت، فأنا مستحي منه.