عندي، فلما رجعت من الغد أخرج الجزء وقد نسخه جميعه، وقال: اقرأه حتى أسمعه، فقلت: يا سيدي، كيف يكون هذا، وأنا أفتخر بالسماع منك؟ فقال: ذاك بحاله، فقرأته، فقال للجماعة: اكتبوا اسمي.
قلت: رأيت الجزء بخطه في وقف الضيائية، وي أوله بخطه: حدثنا أبو سعد السمعاني.
وقال: قال لي: أسرتني الروم، وكان الغل في عنقي خمسة أشهر، وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن الله، حتى نفعل ونصنع في حقك، فما قلت، وتعلمت خطهم لما حبست، وكان يعرف علم النجوم، سمعته يقول: إن الذباب إذا وقع على البياض سوده، وعلى السواد بيضه، وعلى التراب برغثه، وعلى الجرح يقيحه، وسمعت منه الطبقات لابن سعد، والمغازي للواقدي، وأكثر من مائتي جزء، وقال لي: ولدت بالكرخ، وانتقل بنا أبي إلى النصرية ولي أربعة أشهر.
وذكر ابن السمعاني أكثر ما نقلناه عن ابن الجوزي.
وقال ابن نقطة: حدث القاضي أبو بكر بصحيح البخاري، عن أبي الحسين ابن المهتدي بالله، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، عن أحمد بن عبد الله النعيمي.
قلت: والنعيمي هو شيخ أبي عمر المليحي الذي أكثر عنه صاحب شرح السنة.
٢٦١ - محمد بن عبد القادر بن الحسن بن المنصور بالله، أبو الحسن المنصوري، الهاشمي.
شيخ مسن، كثير الذكر، أصابه فالج، وحدث عن: أبي القاسم ابن البسري، ويوسف المهرواني، وتوفي في سادس رجب.
روى عنه: أبو القاسم ابن عساكر، ومحمود بن نصر ابن الشعار، وجماعة. وعاش ثمانين سنة.
٢٦٢ - محمد بن فرج بن جعفر بن أبي سمرة، أبو عبد الله القيسي، نزيل غرناطة.