فانقطع ومضى إلى مسجد براثا فأملى فيه، وكانت الرافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منعتني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس في مسجد الشرقية، واجتمعت إليه الرافضة، ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطعن على السلف.
وقال لي يحيى بن حسين العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة عن القطيعي، فلم أر في شيء منها له سماعا صحيحا إلا في جزء واحد، وكانت أجزاء عتقا قد غير أوائلها وكتبه بخطه، وأثبت فيها سماعه.
وقال أبي النرسي: كان ابن القادسي يسمع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكديمي، وجزء من حديث القعنبي، وأجزاء من مسند أحمد. سمعنا منه.
قلت: حديث الكديمي وقع لنا، كان قد تفرد به ابن الموازيني، عن البهاء.
ومات ابن القادسي في ذي القعدة.
١٩٩ - الحسين بن علي بن جعفر بن علكان ابن الأمير أبي دلف العجلي الفقيه. قاضي القضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، المعروف بابن ماكولا.
ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.
قال الخطيب، ولم نر قاضيا أعظم نزاهة منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد الله بن منده بأصبهان. توفي في شوال وهو حينئذ قاضي القضاة، وكان عارفا بمذهب الشافعي، وقيل: إنه ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
وهو عم الحافظ أبي نصر الأمير.
٢٠٠ - الحسين بن علي بن محمد بن أبي المضاء، أبو علي البعلبكي، القاضي.
حدث عن الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي، والحسين بن أحمد البعلبكي. روى عنه أبو المضاء محمد بن علي المعروف بالشيخ الدين،