وقال ثابت: جاء رجل إلى صلة بن أشيم بنعي أخيه فقال له: ادن فكل؛ فقد نعي إلي أخي منذ حين، قال الله تعالى:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}
وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت أن صلة كان في الغزو، ومعه ابن له، فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فحمل فقاتل حتى قتل، ثم تقدم هو فقتل. فاجتمع النساء عند امرأته معاذة العدوية، فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
وفي الزهد لابن المبارك عن جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن صلة بن أشيم قال: خرجنا في بعض قرى نهر تيرى وأنا على دابتي في زمان فيوض الماء، فأنا أسير على مسناة، فسرت يوما لا أجد شيئا آكله، فلقيني علج يحمل على عاتقه شيئا، فقلت: ضعه! فوضعه، فإذا هو خبز، فقلت: أطعمني! قال: إن شئت، ولكن فيه شحم خنزير.
فتركته، ثم لقيت آخر يحمل طعاما، فقلت: أطعمني، فقال: تزودت هذا لكذا وكذا من يوم، فإن أخذت منه شيئا أجعتني، فتركته ومضيت.
فوالله، إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كوجبة الطير فالتفت، فإذا هو شيء ملفوف في سب أبيض أي خمار، فنزلت إليه، فإذا هو دوخلة من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة، فأكلت منه، ثم لففت ما بقي، وركبت الفرس وحملت معي نواهن.
قال جرير: فحدثني أوفى بن دلهم قال: رأيت ذلك السب مع امرأته ملفوفا فيه مصحف، ثم فقد بعد. قلت: هذا حديث صحيح، روى نحوه عوف الأعرابي، عن أبي السليل، عن صلة.
وقال ابن المبارك: حدثنا المستلم بن سعيد الواسطي قال: أخبرنا حماد بن جعفر بن زيد أن أباه أخبره، قال: خرجنا في غزاة إلى كابل، وفي الجيش صلة بن أشيم، فنزل الناس عند العتمة، فقلت: لأرمقن