للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توجه الأمير عز الدّين الحلي إلى الحج، وناب في السلطنة بدر الدّين بيليك الظاهر بن الخزندار.

ودخل السلطان مصر في ذي الحجة، فأمر بتسمير جماعة، منهم الملك الأشرف ابن صاحب ميافارقين شهاب الدّين غازي، والأمير آقوش القفجاقي الصالحي الذي ادعى النبوة من نحو ثلاثة أشهر.

ومنهم الناصح ضامن بلاد واحات، وكان بإخميم، فأنهي إلى السلطان ما هو فيه من الأمر المطاع، وأنه يخاف من خروجه بأرضه، وأنهي إليه أنه اتفق مع رجل نصراني ومع الملك الأشرف وهم بخزانة البنود محبوسين، على أن ينقبوا خزانة البنود ويخرجوا إلى واحات، فيسلطن فيها الملك الأشرف ابن غازي، ويكون الناصح وزيره، والنصراني كاتبه، فسمروا.

وفيها ورد كتاب قاضي القدس إلى السلطان يخبر بظهور الماء ببيت المقدس؛ وسبب ذلك أن الماء انتزح من بئر السقاية وبقي الوحل، وعظمت مشقة الناس لأجل الوضوء، وأن القاضي حضر بنفسه إلى البئر، ثم نزل فأخبر أنه شاهد قناة مسدودة بالردم من عهد بخت نصر الذي هدم بيت المقدس، قال: فدخلت الصخرة وأنا مهموم بسبب إعواز الماء، فاجتمعت بالأمير علاء الدّين الركني الأعمى، فجرى الحديث واتفق الرأي على إحضار بنائين من غزة، وكشف القناة السليمانية، فحضروا فكشفوا الردم أولاً فأولاً ومشوا في القناة، وكلما مشوا في السرب علقوه بالعمد والبلاط، إلى أن وصلوا إلى الجبل الذي تحت الصخرة المباركة، فوجدوا باباً مقنطراً، ففتحوا ردمه وإذا هم بالماء، ففار على جماعة بقوة كاد أن يغرقهم، فهربوا وصعدوا في الحبال، وذلك في ذي الحجة من السنة، نقل هذا الكتاب محيي الدّين ابن عبد الظاهر في سيرة الملك الظاهر، ثم قال: وجدت في كتاب دير يامين من تواريخ النصارى أن ملك الموصل لما قصد أوراشلم - يعني بيت المقدس - في جيوشه اتفق حزقيا هو وجماعته على دفن المياه التي ببيت

<<  <  ج: ص:  >  >>